واما توابع الدين فهي أنواع :
(الأول الرهن)
وفيه آية واحدة وهي :
(وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (١).
يعني إن كنتم أيها المتعاملون بالدّين المؤجّل ـ بقرينة ولم تجدوا كاتبا فانّ الكتابة إنّما كانت فيه ويحتمل في مطلق المتعاملين بالدّين ، وقال في مجمع البيان أيّها المتداينون المتبايعون والتخصيص غير سديد ويكون (وَلَمْ تَجِدُوا) إلخ إشارة إلى شرط جريان الرهن في جميع أنواع الدين فإنّه لو وجد لم يحتج في المؤجّل إليه أو يكون إشارة إلى جريان الكتابة في مطلق الدين.
(عَلى سَفَرٍ) أي ثابتين في السفر فهو خبر «كنتم» أي إن كنتم مسافرين ولم يكن معكم من يكتب لكم ولا يشهد أيضا ، ذكره في مجمع البيان كأنّه يريد أنّ الله أشار بقوله (وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً) إلى فقد ما يوثق به الّذي مرّ فيما سبق ، وهو الكتابة والشهادة ، فاكتفى بذكر أحدهما عن الآخر ، وهذا تكلّف ما يحتاج إليه مع أنّه يزيد شرط آخر للرهن مع أنّه ليس كذلك بالاتّفاق على الظاهر (فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ) أي فالوثاق بينكم برهان مقبوضة ، أو فالّذي يوثّق به رهان ، أو فليؤخذ رهان ، أو فعليكم رهان أو فرهان مقبوضة يقوم مقامه ، ويصحّ كونه مبتدأ لكونه موصوفا ، والرّهان جمع رهن بمعنى المرهون وكذا الرهن بالضمّ وهو ما يوثق به
__________________
(١) البقرة : ٢٨٣.