الحاضرة من المعلوم عند العالِم ، وهو المعلوم بالذات دون المعلوم بالعرض الذي هو عينٌ خارجيٌّ ، والاُمور المستقبلة حاضرةٌ بصورتها المعلومة بالذات عند العالِم وإن كانت غائبةً بعينها الخارجيّة المعلومة بالعرض ، على أنّ الحقّ أنّ العلم عين المعلوم (١) ، كما سيأتي في مرحلة العاقل والمعقول (٢).
وكما يتكافأ المضافان وجوداً وعدماً وقوّةً وفعلا ، كذلك يتكافئان عموماً وخصوصاً ، فالاُبوّةُ العامّة تُضايِف البنوّةَ العامّة ، والاُبوّةُ الشخصيّة تُضايِف البنوّةَ الشخصيّة.
ومن خواصّ الإضافة أنّها تعرض جميع المقولات حتّى نفسها (٣) ، ففي الجوهر كالأب والابن ، وفي الكمّ المتّصل كالعظيم والصغير ، وفي الكمّ المنفصل كالكثير والقليل ، وفي الكيف كالأحرّ والأبرد ، وفي الاضافة كالأقرب والأبعد ، وفي الأين كالعالي والسافل (٤) ، وفي المتى كالأقدم والأحدث ، وفي الوضع كالأشدّ انتصاباً وانحناء ، وفي الجِدَة كالأكسى والأعرى ، وفي أن يفعل كالأقطع والأصرم ، وفي أن ينفعل كالأشدّ تسخّناً والأضعف.
البحث الخامس :
تنقسم الإضافة إلى متشاكلةِ الأطراف ، وهي التي لا اختلافَ بين أطرافها
__________________
عندما هي معدومة في الأعيان موجودة في النفس ...» ، وتعرّض له الفخر الرازيّ في المباحث المشرقيّة ج ١ ص ٤٣٢ من دون أن ينسبه إلى الشيخ الرئيس ، ومن هنا زعم الاُستاذ المحقّق مصباح اليزدي أنّ هذا الجواب ممّا أجاب به الفخر الرازيّ ، فراجع تعليقته على نهاية الحكمة الرقم (١٩٣).
(١) قال الشيخ الرئيس في التعليقات ص ٩٥ : «المعلوم نفس العلم».
(٢) راجع الفصل الثاني من المرحلة الحادية عشرة.
(٣) راجع الأسفار ج ٤ ص ٢٠٩ ، والمباحث المشرقيّة ج ١ ص ٤٤١ ، وشرح المواقف ص ٣٤٨ ، وشرح المقاصد ج ١ ص ٢٨٢.
(٤) في شرح المواقف ص ٣٤٨ : «كالأعلى والأسفل».