إنّيٌّ يُسلك فيه من لازم من لوازم الوجود إلى لازم آخر.
وقد قُرِّر بغير واحد من التقرير (١) : وأوجَزُ ما قيل أنّ حقيقة الوجود إمّا واجبة وإمّا تستلزمها ، فإذن الواجب بالذات موجود ، وهو المطلوب.
وفي معناه ما قُرِّر (٢) ـ بالبناء على أصالة الوجود ـ أنّ حقيقة الوجود التي هي عين الأعيان وحاقُّ الواقع حقيقةٌ مرسلةٌ يمتنع عليها العدم ، إذ كلّ مقابل غير قابِل لمقابله ، والحقيقة المرسلة التي يمتنع عليها العدم واجبة الوجود بالذات ، فحقيقة الوجود الكذائيّة واجبة بالذات ، وهو المطلوب.
فإن قلت : امتناع العدم على الوجود لا يوجب كونه واجباً بالذات وإلاّ كان وجود كلّ ممكن واجباً بالذات لمناقضته عدمَهُ ، فكان الممكن واجباً وهو ممكن ، وهذا خلف.
قلت : هذا في الوجودات الممكنة ، وهي محدودة بحدود ماهويّة لا تتعدّاها ، فينتزع عدمها ممّا وراء حدودها.
وهو المراد بقولهم : «كلّ ممكن فهو زوج تركيبي» (٣) وأمّا حقيقة الوجود المرسلة التي هي الأصيلة لا أصيل غيرها ، فلا حدٌّ يحدّها ولا قيدٌ يقيّدها ، فهي بسيطة صرفة تُمانع العدمَ وتُناقضه بالذات ، وهو الوجوب بالذات.
__________________
للصدّيقين الذين يستشهدون به لا عليه». راجع شرح الإشارات ج ٣ ص ٦٦.
وقال المحقّق الطوسي : «ولمّا كان طريقة قومه أصدق الوجهين وَسَمهم بالصديقين ، فانّ الصديق هو ملازم الصدق» راجع شرح الإشارات ج ٣ ص ٦٧.
(١) راجع شرح المنظومة ص ١٤٥ ـ ١٤٦ ، والأسفار ج ٦ ص ١٤ ـ ١٦ ، والمبدأ والمعاد للشيخ الرئيس ص ٢٢ ، وكشف المراد ص ٢٨٠ ، وشوارق الإلهام ص ٤٩٤ ـ ٤٩٨ ، وتهافت التهافت ٤٦٠.
(٢) والمقرِّر هو الحكيم السبزواريّ في حاشية الأسفار ج ٦ ص ١٦ ـ ١٧ ، وحاشية شرح المنظومة ص ١٤٦.
(٣) راجع الفصل السابع من المقالة الاُولى من إلهيات الشفاء