محبّة أهل البيت ، واهتدينا بنجم هدي أصحاب النبي (١) ، فنرجو النجاة من أهوال القيامة ودركات الجحيم ، والهداية إلى ما يوجب درجات الجنان والنعيم المقيم.
وقال القاري في بيان ذلك : وتوضيحه أن من لم يدخل السفينة كالخوارج هلك مع الهالكين في أول وهلة ، ومن دخلها ولم يهتدِ بنجوم الصحابة كالروافض ضل (٢).
والجواب : أن أهل السنة لا يحبّون أهل البيت عليهمالسلام وإن تشدّقوا بذلك ، فإن للمحب علامات لا نجدها في أهل السنة , ويكفى في الدلالة على بغضهم لأهل البيت أن أحاديثهم مع أنها تدل على تشريك الآل مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الصلاة عليه إلا أنهم أطبقوا على طرحهم منها ، فصاروا يقولون : « صلىاللهعليهوآلهوسلم » ، فتركوا العمل بأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الأحاديث الصحيحة حيث قال : قولوا : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ... (٣)
__________________
(١) يشير الى الحديث السابق : أصحابي كالنجوم ...
(٢) مرقاة المفاتيح ١٠ / ٥٥٣.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه ٤ / ١٧٨ ، ٦ / ١٥١ ، ٨ / ٩٥. ومسلم في صحيحه ١ / ٣٠٥ ، ومالك في الموطأ ، ص ٨٣ ، وأبو داود في سننه ٢ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، والنسائي في سننه ٢ / ٤٥ ـ ٤٩ ، والترمذي في سننه ٢ / ٣٥٢ ، وابن ماجة في سننه ١ / ٢٩٢ ـ ٢٩٤ ، وأحمد في المسند ٣ / ٤٧ ، ٤ / ١١٨ ، ١١٩ ، ٢٤١ ، ٢٤٤ ، والدارمي في سننه ١ / ٣٠٩ ، ٣١٠ ، وأبو عوانة في مسنده ٢ / ٢١٢ ، ٢١٣ ، والطيالسي في مسنده ، ص ١٤٢ ، والحميدي في مسنده ٢ / ٣١١ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ١٤٧ ، ١٤٨ ، وابن أبي شيبة في مسنده ١ / ٣٤٣ ، والطبراني في المعجم الصغير ١ / ٨٥ ، وابن حجر في تلخيص الحبير ١ / ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، والطحاوي في مشكل الآثار ٣ / ٧١ ـ ٧٥ ، والألباني في إرواء الغليل ٢ / ٢٤ ، وغيرهم كثير ، وهو حديث متفق عليه. قال ابن منده : حديث مجمع على صحته ( عن إرواء الغليل ٢ / ٢٥ ).