ومنها : ما أخرجه أحمد في المسند والطبراني في المعجم الكبير عن زيدبن خالد الجهني أنه رآه عمر بن الخطاب وهو خليفة ركع بعد العصر ركعتين ، فمشى إليه فضربه بالدرة وهو يصلي كما هو ، فلما انصرف قال زيد : يا أمير المؤمنين فوالله لا أدَعها أبداً بعد أن رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصليهما. قال : فجلس إليه عمر وقال : يا زيد بن خالد لولا أني أخشى أن يتّخذها الناس سلماً إلى الصلاة حتى الليل لم أضرب عليها (١).
ومنها : ما أخرجه الهيثمي عن عروة بن الزبير قال : خرج عمر على الناس فضربهم على السجدتين بعد العصر ، حتى مرَّ بتميم الداري فقال : لا أدَعهما ، صلّيتهما مع من هو خير منك : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال عمر : إن الناس لو كانوا كهيئتك لم أُبالِ (٢).
والأحاديث التي دلَّت على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يصلّيهما ، بل كان مداوماً عليهما كثيرة :
منها : ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة قالت : ركعتان لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يَدَعُهما سرّاً ولا علانية : ركعتان قبل صلاة الصبح ، وركعتان بعد العصر (٣).
ومنها : ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ـ واللفظ لمسلم ـ والنسائي وأبو داود والدارمي في سننهم وغيرهم عن عائشة قالت : ما ترك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ركعتين بعد العصر عندي قط.
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ٤ / ١١٥ ، المعجم الكبير ٥ / ٢٢٨ ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٢ / ٢٢٣ : رواه أحمد والطبراني في الكبير ، وإسناده حسن.
(٢) مجمع الزوائد ٢ / ٢٢٢ ، قال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح في الكبير والأوسط...
(٣) صحيح البخاري ١ / ١٩٣ مواقيت الصلاة ، ب٣٣ ( ط مرقمة ). صحيح مسلم ١ / ٥٧٢ صلاة المسافرين ، ب٥٤. سنن النسائي ١ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ( ط محققة ).