وقال في مقال له نُشر في كتاب ( دعوة التقريب من خلال رسالة الإسلام ) :
ولقد تهيَّأ لي بهذه الأوجه من النشاط العلمي أن أُطل على العالم الإسلامي من نافذة مشرفة عالية ، وأن أعرف كثيراً من الحقائق التي كانت تحول بين المسلمين واجتماع الكلمة وائتلاف القلوب على أخوة الإسلام ، وأن أتعرف إلى كثير من ذوي الفكر والعلم في العالم الإسلامي ، ثم تهيَّأ لي بعد ذلك وقد عُهد إلي بمنصب مشيخة الأزهر أن أصدرت فتواي في جواز التعبد على المذاهب الإسلامية الثابتة الأصول المعروفة المصادر ، المتَّبعة لسبيل المؤمنين ، ومنها مذهب الشيعة الإمامية « الاثنا عشرية » ، وهي تلك الفتوى المسجلة بتوقيعنا في دار التقريب ، التي وُزِّعت صورتها الزنكغرافية بمعرفتنا ، والتي كان لها ذلك الصدى البعيد في مختلف بلاد الأمة الإسلامية ، وقرَّت بها عيون المؤمنين المخلصين الذي لا هدف لهم إلا الحق والألفة ومصلحة الأمة ، وظلَّت تتوارد عليَّ الأسئلة والمشاورات والمجادلات في شأنها وأنا مؤمن بصحَّتها ، ثابت على فكرتها ، أؤيّدها في الحين بعد الحين ، فيما أبعث به من رسائل للمستوضحين ، أو أرد به على شُبَه المعترضين ، وفيما أنشئ من مقال ينشر ، أو حديث يُذاع ، أو بيان أدعو به إلى الوحدة والتماسك والالتفاف حول أصول الإسلام ، ونسيان الضغائن والأحقاد ، حتى أصبحت والحمد الله حقيقة مقرَّرة ، تجري بين المسلمين مجرى القضايا المسلَّمة ، بعد أن كان المرجفون في مختلف عهود الضعف الفكري والخلاف الطائفي والنزاع السياسي يثيرون في موضوعها الشكوك والأوهام بالباطل (١).
* * * * *
__________________
(١) دعوة التقريب من خلال رسالة الإسلام ، ص ١٠.