كما نصَّتْ عليه الآية المباركة في هارون عليهالسلام.
وقال الإيجي في الرد على ذلك : الجواب : منع صحة الحديث ، أو المراد استخلافه على قومه في قوله ( اخلفني في قومي ) لاستخلافه على المدينة ، ولا يلزم دوامه بعد وفاته ... كيف والظاهر متروك ، لأن من منازل هارون كونه أخاً ونبيَّاً (١).
والجواب : أن الحديث صحيح السند ، بل هو متّفق عليه ، بل هو متواتر ، ويكفي في الدلالة على أنه صحيح ومتَّفق عليه أنه مروي في الصحيحين ، ونص على صحَّته كثير من حفاظ الحديث كالترمذي والحاكم والذهبي وغيرهم ، حتى ابن تيمية وابن حزم اللذان أنكرا كل فضيلة لأمير المؤمنين عليهالسلام لم يسعهما إنكار هذا الحديث ، ونص على تواتره السيوطي في ( قطف الأزهار المتناثرة ) والكتاني في ( نظم المتناثر ) ، والزبيدي في ( لقط اللآلئ المتناثرة ) وغيرهم.
وأما قوله : « لا يلزم دوامه بعد وفاته » فهو مكابرة ، لأن النبي لم يقيد هذه المنزلة بحال الحياة ، أو بتلك الواقعة ، بل هي في الحديث مطلقة شاملة لكل الأزمنة ، وفي كل الوقائع.
وقوله : ( كيف والظاهر متروك ، لأن من منازل هارون كونه أخاً ونبيَّاً ) مردود بأن الظاهر صحيح ، أما كونه أخاً فهي صفة ثابتة لأمير المؤمنين عليهالسلام بنص حديث المؤاخاة (٢) واعتراف علماء أهل السنة به (٣).
__________________
(١) المواقف ، ص ٤٠٦.
(٢) أخرج الترمذي في سننه ٥ / ٦٣٦ ح ٣٧٢٠ وحسَّنه ، عن ابن عمر قال : آخى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين أصحابه ، فجاء علي تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين اصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد. فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت أخي في الدنيا والآخرة. المستدرك ٣ / ١٤. مشكاة المصابيح ٣ / ١٧٢٠ ح ٦٠٨٤. البداية والنهاية ٧ / ٣٤٨. فضائل الصحابة ٢ / ٦١٧ ح ١٠٥٥ وغيرها.
(٣) قال النووي في تهذيب الاسماء واللغات ١ / ٣٤٤ ت ٤٢٩ في ترجمة أمير المؤمنين