______________________________________________________
في الشعر ؛ لأن من حفظ كلامه حجة على من لم يحفظ.
كيف وقد ذكر أبو عمرو أن ذلك لغة لبني تميم؟
قال الشيخ : «وقد أغفل المصنف ذكر مسائل تقدّر فيها الحركات الثّلاث مع أن الحرف الذي يقدّر فيه صحيح ، منها الحرف المدغم كقوله تعالى : (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ)(١) ، (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى)(٢) ، (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً)(٣).
ومنها المحكي : نحو من زيدا؟ لمن قال لك : ضربت زيدا ، ومنها المضاف إلى ياء المتكلم نحو قام غلامي» انتهى (٤).
والجواب : أن الذي يقدر فيه حركة الإعراب مما آخره صحيح قسمان :
ـ قسم امتنع فيه النطق بالحركة لعارض ، فلزم فيه التقدير ؛ فهذا لا يحتاج إلى التنبيه عليه لوضوح الأمر فيه. وذلك كالمدغم والمحكي والمضاف إلى الياء.
ـ وقسم يمكن فيه الإتيان بالحركة فسكن جوازا كتسكين تاء (وَبُعُولَتُهُنَ) [البقرة : ٢٢٨] ولام (وَرُسُلُنا) [الزخرف : ٨٠] والأصل يقتضي ألا يسكن ؛ فهذا يجب التنبيه عليه لخروجه عن الأصل.
وأيضا فالحق أن المصنف لم يقصد ذكر الأماكن التي فاتت الكلمة الصحيحة الآخر فيها الحركة ؛ لأن هذا أمر واضح لا يحتاج إلى تبيين ، وإنما قصد الإشارة إلى كلمات من حقها الحركة فسكنت دون مقتض يوجب التسكين. وعلى هذا فلا يتوجه على المصنف استدراك.
وأما قوله : وربّما قدّر جزم الياء في السّعة فالإشارة به إلى قراءة قنبل (٥) رضياللهعنه : ـ
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٥١.
(٢) سورة الحج : ٢.
(٣) سورة العاديات : ١.
(٤) انظر : التذييل والتكميل (١ / ٢١٧).
(٥) هو أبو عمر قنبل بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد المكي. وقنبل لقب غلب عليه وسمي بذلك ؛ لأنه كان يستعمل دواء يقال له قنبيل شاف للبصر. ولد في أيام الأمين سنة (١٩٥ ه).
وقرأ على عبد الله بن كثير. وممن قرأ عليه ابن مجاهد ، وكان قنبل يلي الشرزة وكان لا يليها إلا أهل العلم والفضل لتقوم بواجبها ، عاش ستّا وتسعين سنة وقطع الإقراء في آخرها لاضطراب عقله ، ومات سنة (٢٩١ ه).
انظر ترجمته في معجم الأدباء (١٧ / ١٧) ، غاية النهاية (٣ / ١٦٥).