______________________________________________________
قال سيبويه (١) : «وحدّثنا أبو الخطاب أنّ ناسا من العرب يقولون : كيد زيد يفعل» كذا قال الأستاذ أبو علي ؛ جسرهم على ذلك أنهم أمنوا اللبس ؛ حيث كان هذا الفعل لا مفعول له ، وهو مع هذا شاذ (٢).
واحترز بقوله : أختي كاد وعسى من زال [١ / ١٤١] بمعنى ماز ، وبمعنى ذهب أو تحول ؛ ومن كاد بمعنى احتال ، وبمعنى أراد ، وبمعنى مكر ؛ ويجمعها أن يقال : التي مضارعها يكيد ؛ فإن مضارع تلك يكاد.
وأما حذف الآخر نفسه فأشار إليه بقوله : وحركة ما قبل الياء والواو مجانسة إلى آخره ؛ ومراده بالمجانسة أن تكون الحركة قبل الواو ضمة ، وقبل الياء كسرة نحو : يفعلون وتفعلين ؛ فإن ماثلها أي فإن ماثل الآخر الواو أو الياء بأن كان آخر المسند إلى الواو واوا ، وآخر المسند إلى الياء ياء ، أو كان ألفا مطلقا ـ حذفت الواو والياء والألف ، واتصل بالمسند إليه واوا كان أو ياء ما كان متصلا بالمحذوف دون تبديل حركته ، نحو : أنتم تدعون ، وأنت ترمين ، وأنتم تخشون وأنت تخشين ، وإن لم يماثل الآخر الواو والياء بأن كان المسند إليه واو الضمير ، وآخر الفعل المسند ياء ؛ أو كان المسند إليه ياء الضمير ، وآخر الفعل المسند واوا ـ حذف آخر الفعل وضم ما قبل المحذوف إن كان المسند إليه واوا ، نحو : أنتم ترمون ، وكسر ما قبله إن كان المسند إليه ياء ، نحو أنت تعفين. ـ
__________________
اللغة : كيد : بمعنى كاد ، وهو موضع الشاهد. ضباع : جمع ضبع. القفّ : ما ارتفع من الأرض. خراش : ابن الشاعر. ييتم : أي يصير بلا أب. والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٣٩) ، وشرح التسهيل (١ / ١٢٦) والتذييل والتكميل (١ / ١٤٦).
ترجمة الشاعر : هو أبو خراش الهذلي ، خويلد بن مرة ، يمتد نسبه حتى يصل إلى تميم بن سعد بن هذيل. كان له أخوان واحد يدعى عروة والآخر يدعى أبا جندب ؛ أما الأول فقد مات ورثاه أبو خراش ، والثاني هو أحد شعراء هذيل المعدودين ، مات أبو خراش في زمن عمر بن الخطاب ؛ وقيل في سبب موته : إن حية نهشته فمات (ترجمته في الشعر والشعراء : ١ / ٦٦٧).
(١) الكتاب : (٤ / ٣٤٢) وجاء فيه : «وحدّثنا أبو الخطّاب أنّ ناسا من العرب يقولون : كيد زيد يفعل ، وما زيل زيد يفعل ؛ ذاك يريدون زال وكاد ؛ لأنهم كسروها في فعل كما كسروها في فعلت ؛ حيث أسكنوا العين وحوّلوا الحركة على ما قبلها ، ولم يرجعوا حركة الفاء إلى الأصل ، كما قالوا : خاف وقال وباع وهاب».
(٢) التذييل والتكميل (١ / ١٤٦).