______________________________________________________
أبو جعفر (١) له وبه وما أشبههما».
وغير بني عقيل وبني كلاب لا يوجد في كلامهم اختلاس ولا سكون في «له» وشبهه ، إلا في ضرورة كقول الشاعر وهو الشماخ (٢) :
٢٠٠ ـ له زجل كأنّه صوت حاد |
|
إذا طلب الوثيقة أو زمير (٣) |
وقال آخر :
٢٠١ ـ وأشرب الماء ما بي نحوه عطش |
|
إلّا لأنّ عيونه سيل واديها (٤) |
فإن فصل المتحرك في الأصل ساكن حذف جزما أو وقفا ، جاز في الهاء التحريك مع الإشباع ، والتحريك مع الاختلاس والتسكين نحو قوله تعالى : ـ
__________________
(١) سبقت ترجمته.
(٢) هو الشماخ بن ضرار وقيل : اسمه معقل بن ضرار ، كان له أخ يدعى يزيد. عاش الشماخ في الجاهلية والإسلام. قال الحطيئة : إنه أشعر غطفان وكان وصافا للسيوف والحمير وأرجزهم ، وعنه أخذ ذو الرمة الأوصاف. انظر ترجمته في الشعر والشعراء (١ / ٣٢١).
(٣) البيت من بحر الوافر قائله الشماخ كما في الشرح ، وهو هنا يصف حمارا وحشيّا يطلب أنثاه.
اللغة : الوثيقة : أنثى الحمار التى يضمها من وثقت الشيء إذا جمعته. الزّجل : صوت فيه حنين وترنم.
زمير : صوت المزمار.
والشاعر يصف حمارا وحشيّا هائجا فيقول : إنه إذا طلب أنثاه صوّت لها ، وكان صوته من حسن الترجيع والتطريب صوت حاد بإبل أو صوت مزمار.
ويستشهد بالبيت على اختلاس الضمة بعد هاء الضمير ، وهو ضرورة عند الجمهور جائز عند بني عقيل وبني كلاب.
انظر البيت في كتاب الشماخ بن ضرار الذبياني ، حياته وشعره (ص ٣٤٤). وهو أيضا في شرح التسهيل (١ / ١٣٢) ، وفي معجم الشواهد (ص ١٤٥).
(٤) البيت من بحر البسيط قائله دريد بن الصمة كما في مراجعه ـ انظر معجم الشواهد (ص ٤١٥).
وشاهده : تسكين هاء الضمير للضرورة.
والبيت في شرح التسهيل : (١ / ١٣٣) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ٤٤٢).
ترجمة الشاعر : هو دريد بن معاوية بن الحارث ، والصّمّة لقب أبيه وهو بكري من هوازن شجاع من الأبطال الشعراء المعمرين في الجاهلية ، كان سيد بني جشم وفارسهم وقائدهم ، غزا مائة غزوة لم يهزم في واحدة منها. وعاش حتى سقط حاجباه عن عينه ، وأدرك الإسلام ولم يسلم فقتل على دين الجاهلية يوم حنين سنة (٨ ه). انظر ترجمته في الأعلام (٣ / ١٦).