______________________________________________________
٢٠٦ ـ يا حسنا ما لك لم تحسن |
|
إلى نفوس في الهوى متعبة |
طرّزت بالورد وبالسّوسن |
|
صفحة خدّ بالسّنا مذهبة |
يا حسنه إذ قال ما أحسني |
|
ويا لذاك اللّفظ ما أعذبه |
قلت له كلّك عندي سنا |
|
وكلّ ألفاظك مستعذبة (١) |
في أبيات ذكرها (٢).
الثالث : قال المصنف : «حكى سيبويه : «عليكني وعليك بي» (٣) وسمع الفراء بعض بني سليم يقول : «مكانك» يريد انتظرني في مكانك. وإذا أعملت رويد في الياء ، قلت : رويدني أي أمهلني ، وكذلك يفعل بكل متعد من أسماء الأفعال».
الرابع : قال المصنف : كان مقتضى الدليل استواء ليت وأخواتها في لحاق النون لشبهها بالأفعال المتعدية ، لكن استثقل لحاقها بأواخر غير ليت لأجل التضعيف ، فحسن حذفها تخفيفا وثبوتها للشبه المذكور ، ولم يكن في ليت معارض للشبه فلزمها ثبوتها في غير ندور (٤) ، ولم يرد الحذف إلا في نظم كقول زيد الخيل (٥) :
٢٠٧ ـ كمنية جابر إذ قال ليتي |
|
أصادفه وأفقد بعض مالي (٦) |
__________________
(١) الأبيات من بحر الرجز التام وهي في الغزل. (انظر حياة الحيوان الكبرى لكمال الدين محمد بن موسى الدميري ، طبعة دار التحرير سنة ١٩٦٥ م (٢ / ٢٥١) بحث عقرب).
وشاهده قوله : إذ قال ما أحسني ؛ حيث جاء فعل التعجب دون نون الوقاية متصلا بياء المتكلم على مذهب الكوفيين وهو عند البصريين شاذ.
(٢) التذييل والتكميل (٢ / ١٧٨). وانظر طرفا من هذا الخلاف في كتاب الإنصاف (١ / ٧٩ ، ٨٠).
(٣) الكتاب (٢ / ٣٦١). ونص ما قاله : «وحدّثنا يونس أنّه سمع من العرب من يقول : عليكني من غير تلقين ، ومنهم من لا يستعمل ني ولا نا في ذا الموضع استغناء بعليك بي وعليك بنا».
(٤) شرح التسهيل (١ / ١٣٨). وإنما لزم ثبوتها في غير ندور مع ليت للخلو من التضعيف كما في أخواتها.
(٥) هو زيد بن مهلهل من طيئ ، جاهلي أدرك الإسلام ووفد على النبي صلىاللهعليهوسلم في وفد طيئ سنة تسع من الهجرة ليسلموا جميعا ، ولما أسلم زيد سماه الرسول «زيد الخير». وقال له النبي : «ما وصف لي أحد في الجاهليّة فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون الصّفة ليسك» يريد غيرك. وقطع له النبي أرضا. وكان لزيد ولدان شهدا حروب الردة مع خالد بن الوليد.
(ترجمته وأخباره في الشعر والشعراء (١ / ٢٩٢) ، وفيات الأعيان : ٦ / ٤٧).
(٦) البيت من بحر الوافر قاله زيد الخيل كما هو مذكور في الشرح وفي مراجع البيت.
وقد استشهد بالبيت على سقوط نون الوقاية من ليت ضرورة ، هذا كلام ابن مالك هنا. إلا أنه قال