______________________________________________________
وجعل ابن عصفور هذه لغات في أنا (١).
ومقتضى كلام المصنف أن أنا هو الأصل وإنما يطرأ عليه تغييرات.
وأشار بقوله : ويتلوه في الخطاب تاء إلى أن التاء تتلو أن ، وهي الكلمة التي ذكرها آخرا.
قال المصنف (٢) : «التزم في الخطاب حذف الألف والتّسكين ؛ لأنّ الحاجة إلى تخفيف المركّب أشدّ من الحاجة إلى تخفيف المفرد ، ونبّه على أنّ التّاء حرف».
وما ذهب إليه المصنف من أن الاسم أن والتاء حرف يفيد الخطاب ـ هو مذهب البصريين (٣) ؛ فهو عندهم مركب من اسم وحرف ، ولهذا إذا سمي به يحكى (٤).
وذهب الفراء إلى أن أنت بكماله هو الاسم.
وذهب ابن كيسان إلى أن التاء هي الاسم ، وهي التي كانت في فعلت وكثرت بأن (٥).
واختار الشيخ هذا المذهب ، قال : لأنه قد ثبت اسمية التاء في نحو فعلت ، ولم يثبت في كلام العرب أن التاء للخطاب.
قال : «ولا يمكن أن يكون أن ضمير خطاب زيد عليه حرف خطاب للتّدافع ، لأنّه من حيث هو موضوع للمتكلم ينافي الخطاب ، ومن حيث إن التاء تدلّ على الخطاب ينافي التكلّم ، فالذي نختاره أن أن هو المكثر به التّاء حتى تصير ضميرا مستقلّا منفصلا هو غير ضمير المتكلم ، وأنّه وافقه لفظا لا مدلولا ، وهذا نظير ما قال بعضهم في إيّاك» انتهى (٦).
أما قوله : إن التاء لا تكون للخطاب ، فقد قيل : إنها للخطاب في أرأيتك بمعنى أخبرني ، وهو أحد الأقوال الثلاثة فيه (٧). ـ
__________________
(١) انظر ذلك في شرح الجمل له (٢ / ١٢).
(٢) شرح التسهيل (١ / ١٤٢).
(٣) التذييل والتكميل (٢ / ١٩٦) ، والهمع (١ / ٦٠).
(٤) أي تقول : قام أنت ورأيت أنت ومررت بأنت.
(٥) انظر في رأي الفراء : التذييل والتكميل (٢ / ١٩٦) ، والهمع (١ / ٦٠).
(٦) التذييل والتكميل (٢ / ١٩٧). وما قاله بعضهم في إياك : هو أن إيا لفظ زيد على اللواحق فصيرها ضمائر منفصلات ، ونسب أبو حيان هذا الرأي للفراء.
(٧) هو رأي سيبويه ، ذهب إلى أن التاء فاعل ، والكاف حرف خطاب ، وعكس ذلك الفراء ، قال : إنّ ـ