إلا جامع الروضة المطهرة الحالى. وعند ما صعدت روحه (صلىاللهعليهوسلم) الطاهرة ، إلى الرفيق الأعلى ، دفن جسده الطاهر فى هذا البيت الشريف.
وفى تلك الليلة المشهورة رأى الصحابة الميامين جميعا الرسول الأكرم فى منامهم ، وقد خاطبهم جميعا متفضلا :
[يا أمتى ... إن كنتم تريدون شفاعتى .. فإنى لست فى حاجة إلى الذهب ، والفضة ، أو القباب المجوهرة .. وإن كنتم تريدون رضائى فوسعوا ، وسوّروا ـ (أقيموا الأسوار) حولى لتحافظوا علىّ ، من المشركين والمنكرين] ولذلك ، فقد صرف الصحابة الميامين النظر عن تزيين مقام الرسول بالذهب واللؤلؤ ، والجواهر ، وصرفوا هممهم فى توسيع المقام الطاهر ؛ حيث حوّل سيدنا عثمان رضى الله عنه هذا المسجد الشريف إلى جامع فسيح ، وأقام جدارا للقبلة ، ثم أعقبه سيدنا على كرم الله وجهه فزاد فى اتساعه (١) ثم الوليد الأموى (٢) ؛ ومن سلاطين مصر : قايتباى (٣) والغورى (٤) ، ومن آل عثمان : سليمان القانونى ، ومراد
__________________
(١) توسيعات الحرم النبوى : سوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل فى كتاب حرآة المدينة المنورة.
(٢) الوليد الأموى : هو الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ، وهو سادس الخلفاء الأمويين ، وثالث آل مروان ، ولد سنة ٤٨ ه ـ ٦٦٨ م ، وخلف والده فى الحكم سنة ٨٦ ه ـ ٧٠٥ م ، واتخذ من الشام مركزا للخلافة ، فتحت فى عهده الكثير من البلدان من الاندلس والبرتغال حتى التركستان. جدد المسجد النبوى ، والمسجد الأقصى وقام بتوسيعهما ، ثم أقام المسجد الأموي فى دمشق. استمر فى الحكم ٩ سنوات وثمانية أشهر. ثم توفى سنة ٩٦ ه ـ ٧١٤ م وخلفه أخوه سليمان. (المترجم)
(٣) قايتباى : Kayit Bay الملك الأشرف أبو النصر سيف الدين المحمودى الظاهرى سلطان مصر وسوريا (٨٧٣ ـ ٩٠٢ ه ـ ١٤٦٨ ـ ١٤٩٥ م) اشترى كمملوك من قبل بارسباى ، وأطلق سراحه من طرف السلطان چقمق ، ثم أصبح «دوادار» ثم فى سنة ١٤٦٨ عرض عليه العرش فى مصر ، قبله بعد تردد. بعد أن استقر به الحال فى الحكم ، اشتدت المنافسه بينه وبين العثمانين من جهة أو بين آلاق قيونليلر ـ الشاه البيضاء ، من جهة اخرى استقبل فى القاهرة الأمير جم منافس السلطان بايزيد على العرش وساعده على ذلك عقد مع العثمانين صلحا سنة ٨٩٦ ه ـ ١٤٩١ م. عاش بقية حياته فى السلطة فى سلام مع جيرانه ، ويعتبر من أهم سلاطين المماليك البورجيه. وإن لم ينجح فى اقرار نظام ضريبى مستقر فى البلاد. وهذا مما جر الإمبراطوريه المصريه المملوكيه إلى الدمار والخراب. أعاد اعمار الكثير من المنشآت ، وإنشأ الجديد منها فى شتى بقاع البلاد. أقام القلاع والحصون ، وجدد المسجد النبوى فى المدينة المنورة ، بالرغم من تولية السلطان وعمره يناهز الستين ، إلا أنه قضى السنوات الأولى من السلطنه فى نشاط ودأب مستمر ، حج البيت الحرام ، وكان يقوم بالتفتيش بنفسه على مناطق دجله والفرات ، ونجح فى اخضاع القبائل العربيه فى الدلتا ، وحماه وحمص. كان حاكما مثاليا بالنسبة لكتاب الوقائع ، وإن كان يتسم بالشده والغلظة. «المترجم»
(٤) الغورى : Konsu ,Kansuk Al ـ Gauri هو الملك الأشرف سيف الدين بن بايبارى الغورى (١٤٤٠ ـ ١٥١٦ م) جاء الى مصر ضمن المماليك الذين جاءوا من منطقة عور فى افغانستان. ظل الى سن الأربعين واليا على ولاية