للملك قايتباى. ولكن لما كانت أرقامه مخلوطة ، فلم أتمكن من تسجيلها. وأيضا يتم التوجه ناحية الشرق ، من هذا الباب وتحت القباب ، وعلى بعد عشرين خطوة يكون «باب حزور». وهو عبارة عن بابين متجاورين .. وهو من النحاس الأصفر المصري البديع. منقوش نقشا بديعا .. بحيث أن عمالقة آسطوات وآساتذة زماننا يقفون آمامه حيارى .. وعلى جانبه الجنوبى باب مكشوف منقوش. وينزل إلى الحرم بسبع درجات تكوّن سلما .. لأنه اعتبارا من باب ابراهيم ، وآحجار الحرم طريق عام ، محال أن تعرض للسيول. ولهذا فيتم النزول والصعود من هذه الأبواب بالسلالم. وفوق هذا الباب ، وبالخط الكوفي نقرأ مايلى :
[بسم الله الرحمن الرحيم .. يا سيدى يا مبدئ (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ)](١) كما نجد بالخط الجلي الآية الكريمة :
(إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)(٢). وبعد الآية نجد هذا التاريخ : (أمر بعمارت هذا الباب الشريف فى أيام مولانا السلطان الملك الناصر الدنيا والدين والسلطان ابن أبو (٣) سعيد سنة أربع وثمانة مائه).
ومن تحت القباب أيضا ، وناحية الشرق وما بين الشرق والجنوب. وعلى بعد خمسين خطوة يقع باب أم هانى. ويطل ناحية الشرق. وهو عبارة عن بابين متجاورين .. ويقع هذا الباب في أحد أركان الحرم وزواياه .. وينزل إلى الحرم بسبع درجات حجرية هو باب لطيف الصنعة. كما أنه مستراح الحجاج ذوى الحاجات ، وتهب عليه رياح الصبا ، ونسيم الصباح .. ويجد فيه الإنسان روحه من طلاوة النسيم .. وفى هذا المكان .. كان بيت السيدة أم المسلمين الست أم هانى زوجة رسول الله صلىاللهعليهوسلم .. وكان الأمين جبريل ينزل بالرسالة فى سنوات النزول على الحبيب المصطفى فى هذا المكان .. كما أن الأمين جبريل قد دعى الرسول الكريم إلى المعراج من هذا المكان الطاهر .. وقد وصل الحبيب المصطفى من هذا المكان إلى القدس الشريف بالبراق حيث عرج به إلى السموات العلا .. وكان قاب قوسين أو أدنى ، حيث كلّم البارئ الخالق .. ثم عاد مرة آخرى إلى هذا المنزل الطاهر ، منزل أم هانى.
__________________
(١) سورة القصص آية : ٨٥.
(٢) سورة التوبة آية : ١٨.
(٣) فى نسخة قصر بغداد «أبو» غير موجودة.