وهذا مسطور فى كل كتب السير .. والذى قام بضم هذا البيت الطاهر إلى الحرم الشريف هو سيدنا الزبير «رضى الله عنه». ولهذا فإن النسيم الجميل ورياح الصبا لا تنقطع عن باب أم هانى. وعلى العتبة العليا لباب أم هانى ، مكتوب بالخط الجلي المذهب على الرخام الأبيض الخام هذه الآية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم (.. إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)(١).
ومن تحت القباب آيضا ، وناحية الشمال ، وبعد مسيرة ثلاثين خطوة نجد باب مدرسة العجلان. وهو باب يطل ناحية الشرق. وينزل إلى الحرم بإثنتى عشرة درجة. وعلى العتبة العليا وبالخط الجلي ، وباللون الأبيض ، نرى الآية التالية مسطرة : بسم الله الرحمن الرحيم (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ..)(٢).
ثم نجد بعده «باب جياد» وباب الجهادية والذى يطلقون عليه كذلك باب الرحمة. وهو يطل على الناحية الشرقية وفوق عتبته العليا بالخط المذهب الجلي كتب القره حصارى : بسم الله الرحمن الرحيم (.. فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ ..)(٣). ثم نجد هذا التاريخ [٩٨٣٠٠٠].
ومن هنا ، وبالاتجاه ناحية الشمال ، وبمسيرة ثلاثين خطوة يكون الباب السادس ، وينزل إلى الحرم بسلالم حجرية مكوّنة من عشرة درجات. وفوق كمر هذا الباب نرى هذا الآية محفورة :
(..... وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠))(٤) وبعده ، وناحية الشرق أيضا ، ويوجد خمسة أبواب متجاورة ، ومكشوفة ، أوسطها هو أتقنها ، وأبدعها صنعا ، وآعلاها. ويقال أنه كان باب جامع السلطان حسن (٥) فى مصر. وعلى جانبى هذا الباب ، يوجد على كل جانب بابان مختلفان .. وينزل من هذه الأبواب
__________________
(١) سورة الفتح الآيتان : ١ ، ٢.
(٢) سورة الروم آية : ٥٠.
(٣) سورة النساء آية : ٩٥.
(٤) سورة ص آية : ٣٠.
(٥) السلطان حسن : من المماليك الأتراك الذين حكموا مصر ، ومن سلالة قلاوون فهو ناصر الدين محمد بن قلاوون ، ترتيبه التاسع عشر بين مماليك مصر ، تربع على عرش مصر سنة ٧٤٨ ه. استمر فى الحكم ثلاث سنوات ثم اعتكف للعبادة. هو صاحب الجامع الشهير القاهرة. توفى سنة ٧٦٢ ه. «المترجم»