آل عثمان ؛ ووهب القلاع التى فتحها فى الهند إلى سلطانها .. وعاد من الهند منصورا ، ومظفرا ، ومحملا بأموال فرعون" قارون". وقام ايضا بفتح سبع مرافئ في اليمن .. وربطها ببندر جده بالإسطول الهمايوني. ثم عاد إلى جده مظفرا ، ومعه السفن التى غنمها من الكفار ، مع آموال فرعون ـ " قارون" التى لا حصر ولا عد لها .. ثم توجه منها إلى مكة المكرمة ، وقام باداء فريضة الحج ، وقام بنصب المدافع النحاسية التى استخدمها في هذه الحرب لتكون زينة فى المسجد الحرام .. فرفعها فى جوانبه الأربعة. أو أنه نصبهم من أجل المصلحة .. وهم ليسوا بأعمدة ـ هذا ما تفضل به وذكره المرحوم قوزى على آغا. والحمد لله أن تيسرلى رؤيتها بعد أربعين سنة. وحقيقة الحال ، فجميعها مدافع نحاسية شاهية. لا تعلوها أي أبنية .. قواعدها مثبتة على منصات من الرخام ، وفوهاتها إلى آعلا .. ولكن لما كانت الفوهات مسدودة فلا يستطيع الفرد مهما بلغ من الإدراك أن يدرك أنها مدافع .. وهذه الآعمدة المنصوبة متصلة ببعضها البعض بأذرع حديدية فى سماكة ذراع الرجل .. وبتناسق فإن ما بين كل عمود وآخر خمس خطوات متساوية وعلى كل عمود قد نقش علم مذهب .. وقد زينت الآعمدة بالقناديل .. وكل الحجاج المسلمون يطوفون من داخل هذه الآعمدة النحاسية. وهم حدود الطواف. ولا يكون الطواف من خارجها ؛ لإن هذه الآعمدة قد اقيمت علي آخر حدود قد سارت فيها قدمي الحبيب المصطفي أثناء الطواف .. وما بين هذه الآعمدة ، والكعبة المشرفة مفروشة بالرخام الأبيض .. وما عدا ذلك ، فليست الأرضية مفروشة أو مكسوة بالرخام. بل هى مكسوة او مصبوبة بقطع من الصخر الأسود. والرصيف ليس مكسوا كذلك ، بل مفروش بالحصى ... ولا يتمكن الإنسان من السير عليه بهدوء وسكينة. وهذه الآحجار الصغيرة ، والحصى هى كما هى ، وظلت على ما هى عليه منذ أن بنى الخليل ابراهيم البيت الحرام ... وقد تركها القائمون على المسجد تبركا ، ويكتفون بتطهيرها .. ولحكمة إلاهية ، فلهذا أيضا فائدة فلو فرشت أرضية الحرم فى أماكن الطواف كلها بالرخام الأبيض ، فإن الآماكن المفروشة لا يمكن السير عليها ، والطواف منها لشدة الحرارة فالآحجار تخفض الحرارة ، ويمكن الطواف فى هدوء وسكينة فى فترات القيظ. ولكن البيت الكبير ؛ أولا من الكعبة المشرفة وحتى باب الصفا ، وبعرض ثلاثة أذرع مكسوة بالرخام الخام الطبيعي ، ومثل هذا حتى باب