البسيطية ، وآخر حتى باب الزيادية ، وثالث حتى باب السلام ، وما عدا ذلك فمفروش أى مصبوب بقطع حجرية. ومن بين الأبنية المقامة داخل الحرم الكبير المقام الحنفى .. وما بين البيت العتيق والمقام الحنفى خمسين خطوة ، وهو محفل عال كالقصر ، يصعد إليه بسلالم حجرية ، مقامة على آعمدة موزونة. وعلى جوانبه الأربعة حواف ، وكأنها شبكة مصنوعة من الرخام الأبيض الخام ، وعلى جوانبه الأربعة أيضا طاقات ـ وتيجان مقامة على أعمدة بيضاء. وعليها نقوش بديعة خطت بأنامل بهزاد ماني. والثقف عبارة عن قباب مغطاة بطبقة فضية. ويمكن أن يؤدى الآذان منها عشرون مؤذنا حنفيا .. هى كالقصر العالي عظيم التهوية. وقد قام العبد الحقير بختم القرآن فى هذه المقصورة .. وتلوت دعاءا طويلا من البحر الطويل وقد آصغى آلاف الحجاج لهذا الدعاء فى احترام وسكينة ... وكانت تهتز الأرجاء عند ما تتردد من أفواههم" آمين" وآهدينا آلاف ومئات الآلاف من الأدعية لولي النعم ، وذوى القربي من الوالدين والآقارب ، والأساتذة الأفاضل .. وإلى روح المغفور له ملك أحمد باشا ، وإلى روح الدفتر دار زاده محمد باشا ، وسيدي أحمد باشا وجا نبولا طزاده مصطفى باشا ، وإلى روح القبطان ـ قبودان حسن باشا والمولوي محمد باشا ، ودرويش محمد باشا ، وسياوش باشا ، وفضلى باشا ، والسردار على باشا .. والحاصل توجهت بالدعاء إلى كل الوزراء والمعارف ، والذين تشرفت بمعرفتهم عند الغزو ، وفى الغزوات التى حضرتها .. وتذكرت أرواح كل الشهداء .. فدعوت لهم ، ووهبت حصة من ثواب ختم القرآن الذى أتممته إلى أرواح سادتنا والذين عملوا لرفعة ديننا .. وكان الحجاج جميعا يؤمنون ، مرددين آمين ... آمين .. وناحية الزاوية التى يطل عليها المنبر الشريف لهذا المحفل الحنفى ، نقرأ هذا التأريخ :
داورى جم عظمت خان محمد يعنى |
|
عدل داديله اديانديردى ملوك سيفى |
ديدى تاريخك آنك أهل مدينه كورجك |
|
قاتى آعلا كوزك اولدى بو مقام حنفي |
" سنة ١٠٦٣" (١)
__________________
(١) الترجمة : «السلطان محمد خان هو ملك ملوك العظمة