وعند حفر هذا المنخفض المبارك ، كانت تشع من هذا الحجر روائح الورد ، والكافور ، ومملوء بماء القاضى. وجميع الزوار يمرغون وجوههم فى هذا الماء الوردي. وجميع الخدم ينثرون من المباخر الذهبية ، والفضية الخالصة روائح المسك ، والعنبر. والعود ، وبحيث تتعطر رؤوس كل الزوار فى هذه القبة المنيرة المعطرة. وقد قام أفندينا حسين باشا بنفسه بإحراق العنبر الخام لمدة ساعة كاملة ، وبحيث أفعمت القبة بالأدخنة الطيبة ، والروائح الفواحة ، والجميع يرى أنه من المناسب تقبيل هذا الحجر تبركا حيث أنه هو مهد الرسول المجتبى. وهذه القبة الطيبة مزدانة بالثريات والنجف البديع الصنع ، والمزين بشتى أنواع المجوهرات القيّمة. وكذا بالقناديل الرائعة ، وكلها توقد ، وتضاء ليلا ، وتجعل المكان كله نور على نور. وفى الركن الواقع على يمين هذا المقام يوجد منبر خشبي رائع الصنع ، بديع النقش. إنه منبر صغير ، ولكنه نموذج بديع .. وفى الجهة التى تقع على يسار هذه القبة يوجد محراب صغير. وكل انسان يحرص على صلاة ركعتين فى هذا المحراب .. ويستحب فيه الدعاء للوالدين وعلى الجدران الأربعة لهذه القبة لوحات متنوعة للخطاطين المبدعين ، ومحبي رسول الله والعاشقين له .. ومن بين هذه اللوحات قصائد مدح نبوي ، و (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وقد قمت أنا العبد الحقير أيضا بتسطير الإسم المحمدي عليهالسلام على الطراز والشكل القره حصاري. وعلى شمال هذه القبة ، وعلى علوّ قامة رجلين توجد نوافذ .. وبعض الناس وهم يمرون من الطريق العام ينظرون إلى العتبة الشريفة من هذه النوافذ ، ويتوجهون بالدعاء الخيّر. ويحرصون على ذلك عند عبورهم ، لأن هذه العتبة المباركة تقع على الطريق العام ، ولهذا المسجد منارة ذات شرفة واحدة من الآعمال القديمة هو جامع شامخ ، ولكن لم يثبت أن أقيمت فيه صلاة الجمعة ، لأن منبره صغير ، ولأنه لا يجوز ، ولا يصح أن تقام صلاة الجمعة فى هذه المدينة المباركة إلا فى المسجد الحرام فقط .. «والسلام». وإلى الشمال من هنا .. وداخل سوق الجواهرجية يوجد :
* * *