ومنى المبانى الفخمة ذات الأدوار العالية ؛ الدور فوق الدور. بحيث لا يوجد مثيل لها حتى فى المدن الكبيرة. وقد تمكنا من زيارة العديد من هذه المبانى ، وشاهدنا ما لا يقل عن مائة وست وأربعين بيتا شريفا مما سبق الحديث عنها .. وقد صلينا فى بعضها ركعتين لله .. وقرأنا فيما دخلناه الفاتحة على ارواح الصحابة الكرام .. ووهبنا ثواب ما قرأنا مما تيسر من القرآن على آرواح السلف الصالح ، ولقاء ما تيسر لنا من المعرفة ، والعلم .. ونتوسل إلى الله بالرجاء وحسن القبول.
إن كل البيوت ، والخانات ، والمساجد ، والنكايا ، والقصور الخاصة بالأمراء ، والآغنياء ، والتجار ، ومتوسطى الحال ، وحتى الفقراء منهم والتى تقع داخل مدينة مكة كلها مدهونة بالجير الأبيض ، مما يضفى على المدينة كلها رونقا ، وجمالا .. ويزيد من بهاء الشكل إلى جانب بهاء الروح ... وعدا ما ذكر من البيوت ، والمساجد ، والقصور ، وسرايات الأشراف والأمراء ؛ فإن هناك داخل مدينة مكة مائة وست وسبعين مدرسة ؛ وكلها تحيط بالحرم الشريف من جهاته الأربع ...
* * *