وإذا كان السلاطين العثمانيون قد بسطوا رعايتهم على السادات ، والأشراف وأمّنوا لهم الحياة الكريمة في مختلف الولايات ، والمقاطعات العثمانية ، ومنحوهم
__________________
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، من السادات ، والأشراف ، والتثبت من نسبهم ، ويقوم على سجلاتهم ، وتوزيع حصصهم من الغنائم ، وقد كان بمثابة الوصى علي كل المنتسبين إلى آل البيت ، ويثبت مواليدهم ، ويسقط وفاياهم.
ورثه العثمانين عن المماليك ، وأصبح من المناصب الرفيعة فى الدولة العثمانية ، ومكانه فى التشريفات بعد السلطان مباشرة.
ثم الأخذ بهذا النظام منذ عهد بايزيد (١٣٦٠ ـ ١٤٠٣ م ـ ٧٦٢ ـ ٨٠٦ ه) ومنذ عهذ بايزيد الثانى (١٤٤٧ ـ ١٥١٢ م ـ ٨٥١ ـ ٩١٨ ه) صار يعيّن وكيلا للنقيب ، في الولايات والمقاطعات الأخرى ، ويطلق عليه «وكيل نقيب الأشراف».
وقد كان نقيب الأشراف هو الذي يقلد السلطان سيف السلطنة ، ويقوم بمراسم تتويجه في الإحتفال الذي كان يقام في مسجد أبي أيوب الآنصاري ، وإعلان السلطان الجديد ، وكان هو الذي يقوم بالدعاء للسلطان في المناسبات الدينية ، وغيرها.
وأول من عين في هذا المنصب هو العالم البغدادي الشهير ، سيد على نطاع بن محمد ، وكان تلميذا للأمير البخاري وتولي إلي جانب النظارة على الأشراف ، الإشراف علي الزاوية الإسحاقية .. واشترط توارثها فى أبنائه من بعده.
عقب هزيمة أنقره علي يد تيمور لنك ، وتشتت الدولة العثمانية ، ثم حبس سيد على نطاع فترة ، ثم أطلق سراحه ، فذهب إلي الحجاز ، ثم عاد إلي بورصة في زمن السلطان مراد الثاني (١٤٢١ ـ ١٤٥١ ـ ٨٢٤ ـ ٨٥٥ ه) ، واستمر في وظيفتيه السابقتين. وعقب وفاته تولى إبنه سيد زين العابدين نقابة الأشراف.
بعد وفاة سيد زين العابدين ، ظلت هذه الوظيفة شاغرة لمدة ما ، إلى أن وصل (إلي العاصمة سنة ٩٠٠ ه ـ ١٤٩٤ م) المولا عبد الله القريملي ، والذى كان استاذا للسلطان بايزيد ، بعد سياحة طويلة في بلاد العرب ، والعجم ؛ فرشح أحد طلابه ، وهو سيد محمود ، كأول نقيب للأشراف ، وبعده ظل هذا المنصب شاغرا ، فطالب به الكثير من الأدعياء. وكان سيد محمود هذا هو أول من لقّب بلقب «نقيب أشراف مصر ، وسوريا ، والبلاد العربية» أيضا.
ومن هذا المنطلق ، ولما بدأت الدولة هي التى تعين نقيب الأشراف ، كان وفقا للمراسم والتشريفات ؛ يفد النقيب الجديد إلى الباب العالي لتقديم واجب الشكر ، وبعد مدة من الانتظار ، يصطحبه التشريفاتي إلى مقام الصدر الأعظم ، الذى يستقبله واقفا ، ويقوم النقيب بدوره بتقبيل أطراف ثوب الصدر الأعظم ، ويتم الإنعام عليه بفراء السمور ، للوفاء بمهام وظيفته ...
كان الشعب يطلق على السادات ، والأشراف لقب «أمير» وعلى عمامتهم «الخضراء ، عمامة الأمير ، .. وكان نقيب الأشراف ، والسادات ، والاشراف يلبسون هذه العمامة الخضراء الخاصة بهم.
كما كان نقيب الأشراف ، هو الذي يفض فى المنازعات ، ويقضى فيما بينهم ، وكانت لهم سجونهم الخاصة بهم ، يتولاها باشجاويش نقيب الأشراف ، وقبل المحاكمة لابد ، أن يخلع إشارة السادات ، والأشراف وهي العمامة الخضراء ، ولا يعدم أي منهم أو يجلد إلا بأمر من النقيب.
ويأتي بعد نقيب الأشراف ال «علمدار» أي حامل العلم ، وصاحبه ، وهو أيضا من الأشراف الذين منحوا هذا اللقب. وهو المكلف بحمل «الصنجق الشريف» ومرافقة الجيش به عند الخروج إلي الحرب. ولا بد أن يشارك كل السادات ، والأشراف فى موكب خروج وعودة «الصنجق الشريف» من وإلي القصر ، بعد العودة من الحرب. وكانوا يكبّرون ، ويهللون ويصلون على النبى ، وهم يسيرون خلف العلم النبوي الشريف وحوله.
كان السلطان يستقبل نقيب الأشراف في مراسم المعايدة واقفا ، وسط تصفيق جاويشية الديوان. «انظر ؛ الدارة ، العدد الرابع ، السنة الثامنة ، رجب سنة ١٤٠٣ ه ـ ابريل ١٩٨٣ م» أوMekke ـ i Mukerreme EmirLeri ,Ord.Prof. (. ١٢ ـ ٩ ، s ـ ١٩٧٢.I.Hakki Uzuncarsili ,Ank (المترجم).