ويروى آوليا چلبى هذه الواقعة المهمة فى حياته على النحو الاتى :
[كانت ليلة القدر من شهر رمضان لعام ١٠٤٥ ه ـ الموافق ١٦٤٦ م ، وكما يحدث فى كل عام كان عدة آلاف من الحضور فى جامع الآياصوفيا .. وفى تلك الآثناء ، وبينما كان آستاذي آوليا محمد أفندي يختم القرآن الكريم ، وبسبب رغبة ، وإصرار والدي درويش محمد آغا وبعد صلاة التراويح في مقصورة المؤذنين الموجودة في المسجد ، وفي ليلة القدر تلك بدأت فى ختم القرآن الكريم .. وعند الإنتهاء من سورة الأنعام خرج كل من [قوزبكچى محمد آغا] ، و (سلحدار ملك أحمد آغا) من المقصورة ، وألبسوني تاج يوسف المقصّب بالذهب. وسط هذه الجموع الغفيرة ؛ وأمسكوني من يدي قائلين! «تفضل .. إن صاحب السعادة السلطان يريدكم ...) وأحضروني إلي مقصورة السلطان .. (١).
أدرك السلطان مراد انفعال آوليا فسأله : [فى كم ساعة تستطيع ختم القرآن .. فرد آوليا .. «مولاي السلطان لو شئت فإنني أختمه فى سبع ساعات ، ولكنني أختمه إن شاء الله في ثماني ساعات دون إفراط أو تفريط) فأحسن السلطان عليه بحفنة من الذهب قائلا : «إن شاء الله تكون مصاحبي». (٢)
وكان لا بد أن يتعلم في الأندرون ـ القسم الداخلي ، بالسراي (٣) ، وهنا تابع تعلم اللغة العربية ، والفارسية ، وفنون الخط العربي .. إلى جانب ذلك كان مغرما بقراءة التاريخ .. والإبتهالات الدينية .. ولهذا حفظ بعض المختارات من كلستان سعدى (٤)
__________________
(١). ـ ٧٧ ـ ١٠.Resad Ekrem Kocu.S
(٢) s : ، ١٩٥١Cilt ٢ ، aralik ٢٤ : Tarih Mev.Sa؟
Zuhuri Danisman : Evliya Celebi Nasil Musahip Oldu
+ ١١٦٨ ـ ١١٦٨
(٣) الآندرون : مصطلح عثمانى كان يطلق على مدارس السراى أو البلاط السلطانى ، ويعنى الأجهزة التعليمية ، أو المدارس والإدارات التى تعد الموظفين الذين سيعملون داخل القصر وفى البلاط المهمايونى ، ويمد السلطان والقصر بكل ما يلزمه من العلماء والقواد والاداريين والحرفيين وقد كانوا جميعا يتخرجون فى هذه المدارس ، وقد كان طلاب هذه المدارس يجمعون فى الحروب «الديوشيرمة» ويربون على تعاليم الاسلام وطاعة السلطان والعمل فى خدمته. وكذا من الشباب الأتراك والمسلمين النابهين. وقد كانت بحق مدارس نظامية داخلية محكمة التنظيم أنظر : المصدر السابق : محمد ذكى باقلين (المترجم)
(٤) كلستان سعدى : سعدى ؛ هو الشيخ مصلح الدين الشيرازى ، من آعاظم شعراء ايران وحكمائها المتصوفين. ولد فى آواخر القرن السادس الهجرى وفى عصر سعد بن زنكى بمدينة شيراز. ونسب لهذا الحاكم فاشتهر بسعدى ، عاش ١٠٣ سنة ، بعد سن الطفولة قضى ٣٠ عاما فى التعلم ، و ٣٠ سنة فى العسكرية والسياحة ، و ٣٠ فى