ومثنوي جلال الدين الرومي (١) ، وكان يستشهد ببعضها فى كتاباته ، وخلال رحلاته التى دوّنها في سياحتنامته.
دخل آوليا القصر ، وسلموه إلى رئيس آغوات السراي واختاروا له غرفة بالقرب من الجناح السلطاني ، وألبسوه ملابس لائقة .. وعلموه كيفية التحرك ، والتصرف في حضرة السلطان .. ورويدا .. رويدا بدأ في حضور مجالس السلطان. وحسب رواية آوليا نفسه ؛ فقد كان يجيد الشيئ الكثير من فنون القول ، والشعر العربى ، والفارسي ، والسرياني ، واليوناني. وفنون الغناء الشعبي التركي ، والموسيقى .. والذكر والأدب ، ويحفظ الكثير من الشعر فى البحر الطويل ، ومن القصائد وترجيح بند ، وتركيب بند (٢) والمرثية ، والعيدية .. (٣).
يصف آوليا نفسه ، وهو فى مرحلة السراي ، بأنه كان فى حوالي العشرين من عمره ، وكان رشيدا ، نجيبا ، على علم بمجالس الأدب ، وحلقات الذكر ، والعلم. وأنه ، وهو فى حضرة السلطان كان حلو اللسان طليقه .. منادما خفيف الظل ... هذا وغيره مما جعله ينال رضاء السلطان ، ورعايته ، وشرف صحبته (٤).
__________________
الزهد والعبادة. كتب كتابه المشهور كلستان سعدى أي «حديقة سعدى» وهو فى سن ٦٧ من عمره نالت كتبه «بوستان» ، «كلستان» شهرة واسعة فى عالم الأدب ، أثر فى كل من أتى بعده من شعراء الفرس والترك. وانتشرت اشعاره فى هذه المناطق الشاسعة. وكان يحفظها كل من يشتغل بالفكر والأدب. أنظر : شمس الدين سامى ، قاموس الأعلام ج ٤) «المترجم»
(١) مولانا جلال الدين الرومى : (١٢٠٧ ـ ١٢٧٣ م) من أكبر شعراء التصوف فى العالم الإسلامى ، عالم ، وفيلسوف ومؤسس الطريقة المولوية. ولد فى منطقه بلخ فى خراسان. والده كان سلطان العلماء بهاء الدين ولد. والدته مؤمنة خاتون من عائلة الإمبراطورية الخارزمشاهية. ترك بلخ متوجها الى الأناضول إلى مكة سنة ١٢١٢ م ثم انتقل عن طريق الشام الى الأناضول وعند ما وصل إلى قونيه عاصمة الدولة السلچوقية كان على عرشها السلطان علاء الدين كيقوباد ، فاستقبله بحفاوة بالغة سنة ١٢٢٨ م. له كتب عديدة فى التصوف ولكن أشهرها قاطبة هو كتاب المثنوى المكون من ٧٠٠ ، ٢٦ بيتا وقد كتبه باللغة الفارسية ، وترجم بعض أجزاؤه د. محمد كفافى ثم أكملها وأعدها كاملة من جديد الصديق العزيز المرحوم الأستاذ الدكتور إبراهيم الدسوقى يوسف شتا. وله «ديوان كبير» الديوان الكبير. ومجالس سبعة ، أى المجالس السبعه وكلها تدور حول التصوف والعرفان وما يتعلق بهما من آداب ومراسم. وله مكتوبات وهى رسائل فى الوعظ والإرشاد ؛ انظر : د. الصفصافى أحمد المرسى ، استانبول عبق التاريخ وروعة الحضارة القاهرة ١٩٩٩ ص ١٤٤ هامش (المترجم).
(٢) ترجيح بند وتركيب بند ؛ من فنون الشعر الفارسي والتركي ، وقد حرص الشعراء الفرس والترك بأن يدلي كل منهم بدلوه فيهما. «المترجم».
(٣) ١١٦٩ ـ ـ ـ ـ ـ ١١٦٨Zuhuri Danisman.s ـ ٣
(٤) المرجع السابق ، ص ١١٧٠.