١٥١٦ م لها حصن خماسى الشكل ، وقلعة الظاهر بيبرس (١) متينه جدا ، بداخلها مائة وخمسين منزلا ، وجامعا ، وخانا ، وحماما. ولها سوقا صغيرا ، وكانت فى الماضى سجنا يستخدمه السلاطين المصريون. وبها مزار الشيخ شجاع (٢). وقد اشترينا. على عجل ، بعض المأكولات والمشروبات من هنا ، وما أن لاح لنا أن الحجاج ينسحبون فوجا فوجا حتى جن جنوننا ، وأتينا إلى قلعة القطران فى ساعتين ، فوجدنا أن كل الحجيج قد غادروا المكان ، ولم يبق سوى المؤخرة. فرافقناها ، وقطعنا مسيرة أربع عشرة ساعة حتى وصلنا إلى :
منزل تابوت :
لم تبق أي أطلال من البناء ، وفى هذا المكان يجمع الأعراب منتجاتهم لبيعها إلى الحجيج ، وإذا ما سنحت لهم الفرصة فإنهم ينهبون ما يتاح لهم من متاع الحجاج ويهربون بها.
حمدا لله .. إذ تحسن الجو ، وعادت البسمة والحيوية إلى وجوه الناس ، ودبت الحركة فى أوصال الدواب. وبينما كان الحجاج مشغولون بملئ جرارهم ، وقربهم من المياه ، هاجم البدو ثلاثة قطارات من البغال والجمال مطلقين صيحاتهم ، وولولاتهم
__________________
لقب ب «ياووز» الفظ. وهو ناسع سلاطين آل عثمان ، فاتح مصر والشام ابن بايزيد خان ، حفيد محمد الفاتح ووالد سليمان القانونى جمع بين السلطة والخلافة. وسّع من حدود الدولة فى آسيا وأفريقيا. شمل خير الدين بارباروس برعايته ، تولى العرش ٩١٨ ه حاول خلق جنسية عثمانية تشمل كل العناصر الإسلامية التى دخلت حوزة الدولة ليخلق بذلك تكتلا إسلاميا يصد الصفويين سنة ١٩٢٠ ه ـ ١٥١٤ م موقعة چالديران ، ولم يدفعه إلى ذلك إلا رغبته فى كسر شوكة الصفويين لتعاملهم مع البرتغاليين. توفى عن إحدى وخمسين سنة بعد أن قضى فى السلطة ثمان سنوات فقط وثمانية أشهر».
(١) الظاهر بيبرس : هو الملك الظاهر سيف الدين الصالحى البندقدارى ١٢٢٣ ـ ١٢٧٧ م ـ ٦٢٠ ـ ٦٧٦ ه وهو السلطان الرابع للمماليك البحرية. اختلفت الروايات حول مولده .. وهو قپچاقى فى الأصل ، اختطفه تجار الرقيق هو وأخيه فى الرضاعة وأحضر إلى سيواس ومنها إلى حلب ثم أخيرا إلى الشام. نال أخيرا حريته على يد ملك مصر الأيوبى الملك الصالح نجم الدين. أحبه شعب مصر لسلوكه الطيب تجاه الشعب. كوّن امبراطورية مصرية ، أصبح لها كلمة مسموعة فى العالم الإسلامى. ما زالت أثاره على مستوى العالم العربى والإسلامى مائلة للعيان .. وخاصة فى القاهرة وحلب والشام والحجاز .. ويعتبر من أهم الحكام الذين أعطوا أهمية قصوى للمنشآت المعمارية ؛ من جوامع ، ومدارس ، ومستشفيات ، وأسبلة ..
كان رجل دولة من الطراز الأول ؛ له بصماته فى ميادين الحرب ، وتشكيلات الجيش ، وادارة امور الدولة. جمع السلطات فى يده لكى يضمن الأمن فى البلاد ، ويحول دون فساد المماليك. «المترجم»
(٢) الشيخ شجاع : هو الشجاعى شاهين الجمالى شيخ خدم المسجد النبوى الشريف حوالى سنة ٨٩٣ ه. «المترجم»