تحيط بها أشجار النخيل ، والحدائق ، والبساتين ، بها منازل حوالى ألف وخمسمائة إعرابى ، مواطنيها أثرياء جدا ، محصولاتها ؛ من حبوبيات ، وفواكه كثيرة ، ومرغوبة. تتبع ولاية الشام إداريا ، وإن كانت ضمن أراضى القدس الشريف. بها ثلاثة جوامع ، وحماما واحدا. أهلها عصاة شداد.
اشتكى الأهالي في الولاية من خمسة رجال عصاة ، وحدث أن سرق واحد من الأعراب ناقة أحد الحجاج وأخفاها فى منزله بين التبن ، وتم القبض عليه وضربت رأسه.
تم استئجار ألفا جمل ، وقدّم الأعيان الأطعمة ، والمواد الغذائية ، للباشا الذى ترك بدوره بعض أمتعته ، وحاجياته هنا كأمانات متخففا منها. ونال الحجيج فى هذه المدينة من الراحة والعطايا والمشتريات ما أنساهم متاعب مزيرب.
وبهذه المنطقة هيكل لكلب تظنه حىّ عند النظر إليه. ويحكى آهالى المنطقة أنه هيكل الكلب الكاسر الذى هاجم النبى محمد صلىاللهعليهوسلم قبيل البعثة عندما كان متوجها إلى البصرة للتجارة فنهره النبى الكريم قائلا : «قف يا كلب مكانك كالحجر ..» وبمشيئة الله ، وقدرته تشكل الحجر على هيئة الكلب.
تحركت القافلة من هنا ، وعاودت سيرها ، ونحن معها لمدة ست عشرة ساعة ، حتى وصلنا إلى منزل العقبة :
منزل العقبة :
عبارة عن منحدر صعب ، تحوطه الصخور الملساء من كلتا ناحيتيه ، يترجل الجميع فى هذا الموقع ، ويتابع كل سيره ماشيا وقد سحب دابته. مكان تحف به المخاطر ؛ وقد قام البدو بنهب الحجاج فيه عدة مرات ، مهددين حياتهم ، ولكننا تخطيناه بسلامة الله ، ورعايته ، وسرنا عشرة ساعات حتى وصلنا إلى قلعة حوزيمان :
قلعة حوزيمان :
عبارة عن صخرة واحدة من صنع الله سبحانه وتعالى ، تقع جنوب الصحراء ، لا يقطنها أحد من البشر. وقد أقامت أسماء بنت السلطان سليمان حوضا للمياه فى