وثبت في «التاج المحلى» بما نصّه : «سابق ركض المحلّى ، أتى من أدواته بالعجائب ، وأصبح صدرا في الكتّاب وشهما في الكتائب. وكان أبوه ، رحمه الله ، بهذه البلدة ، قطب أفلاكها ، وواسطة أسلاكها ، ومؤتمن رؤسائها وأملاكها ، وصدر رجالها ، ووليّ أرباب مجالها ، فقد نثل ابنه سهامها ، فخبر عدالة وبراعة وفهما ، وألقاه بينهم قاضيا شهما ، فظهر منه نجيبا ، ودعاه إلى الجهاد سميعا مجيبا ، فصحب السّرايا الغريبة المغيرة ، وحضر على هذا العهد من الوقائع الصغيرة والكبيرة ، وعلى مصاحبة البعوث ، وجوب السّهول والوعوث ، فما رفض اليراعة للباتر (١) ، ولا ترك الدّفاتر للزمان الفاتر.
شعره : وله أدب بارع المقاصد ، قاعد للإجادة بالمراصد. وقال من الرّوضيات وما في معناها : [الطويل]
دعيني ومطلول الرّياض فإنني |
|
أنادم في بطحائها الآس والوردا |
أعلّل هذا بخضرة شارب |
|
وأحكي بهذا في تورّده الخدّا |
وأزهر غضّ البان رائد نسمة |
|
ذكرت به لين المعاطف والقدّا |
وقال : [الطويل]
وليل أدرناها سلافا كأنها |
|
على كفّ ساقيها تضرّم نار (٢) |
غنينا عن المصباح في جنح ليلها |
|
بخدّ مدير لا بكأس عقار |
وقال : [الرمل]
يومنا يوم سرور فلتقم |
|
تصدع الهمّ بكاسات المدام |
إنما الدّنيا منام فلتكن |
|
مغرما فيها بأحلى المنام |
وقال : [الطويل]
وبي منك ما لو كان للشرب ما صحا |
|
وبالهيم ما روّت صداها المناهل |
أحبّك ما هبّت من الروض نسمة |
|
وما اهتزّ غصن في الحديقة مائل |
فإن شئت أن تهجر وإن شئت فلتقبل |
|
فإنّي لما حمّلتني اليوم حامل |
وقال : [الكامل]
كم قلت للبدر المنير إذا بدا |
|
هيهات وجه فلانة تحكي لنا |
__________________
(١) في الأصل : «الباتر». والباتر : السيف القاطع. لسان العرب (بتر).
(٢) في الأصل : «نارا».