أبثّكم أني على النّأي حافظ |
|
ذمام الهوى لو تحفظون ذماميا |
أناشدكم والحرّ أوفى بعهده |
|
ولن يعدم الأحسان والخير (١) جازيا |
وورد (٢) على السلطان أبي سالم ملك المغرب ، رحمة الله تعالى عليه ، وفد الأحابيش بهديّة من ملك السودان ، ومن جملتها الحيوان الغريب المسمّى بالزّرافة (٣) ، فأمر من يعاني الشعر من الكتّاب بالنظم في ذلك الغرض ، فقال وهي من بدائعه : [الكامل]
لو لا تألّق بارق التّذكار |
|
ما صاب واكف دمعي المدرار |
لكنه مهما تعرّض خافقا |
|
قدحت يد الأشواق زند أواري (٤) |
وعلى (٥) المشوق إذا تذكّر معهدا |
|
أن يغري الأجفان باستعبار |
أمذكّري غرناطة حلّت بها |
|
أيدي السّحاب أزرّة النّوّار؟ |
كيف التخلّص للحديث وبيننا (٦) |
|
عرض الفلاة وطافح زخّار (٧)؟ |
وغريبة قطعت إليك على الونى |
|
بيدا تبيد بها هموم السّاري |
تنسيه طيّته (٨) التي قد أمّها |
|
والرّكب فيها ميّت الأخبار |
يقتادها من كلّ مشتمل الدّجى |
|
وكأنما عيناه جذوة نار |
خاضوا بها لجج الفلا فتخلّصت |
|
منها خلوص البدر بعد سرار |
سلمت بسعدك من غوائل مثلها |
|
وكفى بسعدك حاميا لذمار |
وأتتك يا ملك الزمان غريبة |
|
قيد النّواظر نزهة الأبصار |
موشيّة الأعطاف رائقة (٩) الحلى |
|
رقمت بدائعها يد الأقدار |
راق العيون أديمها فكأنه |
|
روض تفتّح عن شقيق بهار |
ما بين مبيضّ وأصفر فاقع |
|
سال اللّجين به خلال نضار |
يحكي حدائق نرجس في شاهق |
|
تنساب فيه أراقم الأنهار |
__________________
(١) في الأصل : «الخير والإحسان» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدرين.
(٢) النص والقصيدة في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٠ ـ ١١) وأزهار الرياض (ج ٢ ص ١٧٠ ـ ١٧٢).
(٣) في النفح : «الزرافة».
(٤) الأوار : حرّ النار ، واللهب. محيط المحيط (أور).
(٥) في أزهار الرياض : «علّ المشوق ...».
(٦) في أزهار الرياض : «ودونها».
(٧) في نفح الطيب : «وطافح الزّخّار».
(٨) الطيّة : النّيّة والوجهة. لسان العرب (طوى).
(٩) في أزهار الرياض : «رائعة».