وممّا يرجع إلى باب الفخر ، ولعمري لقد صدق في ذلك (١) : [الطويل]
ألائمة (٢) في الجود والجود شيمتي (٣) |
|
جبلت على آثارها (٤) يوم مولدي |
ذريني فلو أنّي أخلّد بالغنى |
|
لكنت ضنينا بالذي ملكت يدي |
ومن مقطوعاته (٥) : [المتقارب]
لقد علم الله أنّي امرؤ |
|
أجرّر ثوب العفاف القشيب |
فكم غمّض الدهر أجفانه |
|
وفازت قداحي بوصل الحبيب |
وقيل رقيبك في غفلة |
|
فقلت أخاف الإله الرّقيب |
وفي مدح كتاب «الشّفا» (٦) طلبه الفقيه أبو عبد الله بن مرزوق عندما شرع في شرحه (٧) : [الطويل]
ومسرى ركاب للصّبا قد ونت به |
|
نجائب سحب للتراب نزوعها |
تسلّ سيوف البرق أيدي حداتها |
|
فتنهلّ خوفا من سطاها دموعها |
ومنها :
ولا مثل تعريف الشّفاء حقوقه |
|
فقد بان فيه للعقول جميعها |
بمرآة حسن قد جلتها يد النّهى |
|
فأوصافه يلتاح فيه بديعها |
نجوم اهتداء ، والمداد يجنّها |
|
وأسرار غيب واليراع تذيعها |
لقد حزت فضلا يا أبا الفضل شاملا |
|
فيجزيك عن نصح البرايا شفيعها |
ولله ممّن قد تصدّى لشرحه |
|
فلبّاه من غرّ المعاني مطيعها |
فكم مجمل فصّلت منه وحكمة |
|
إذا كتم الإدماج منه تشيعها |
محاسن والإحسان يبدو خلالها |
|
كما افترّ (٨) عن زهر البطاح ربيعها |
__________________
(١) البيتان في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٧) وأزهار الرياض (ج ٢ ص ١٠).
(٢) في الأصل : «يا لائمي» والتصويب من نفح الطيب. وفي أزهار الرياض : «ولائمتي».
(٣) في النفح : «شيمة».
(٤) في المصدرين : «إيثارها».
(٥) الأبيات في أزهار الرياض (ج ٢ ص ١٠) ونفح الطيب (ج ١٠ ص ١٧).
(٦) كتاب «الشفا» للقاضي عياض بن موسى اليحصبي ، واسمه كاملا : «الشفا ، بالتعريف بحقوق المصطفى».
(٧) البيتان في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٧ ـ ١٨).
(٨) افترّ : ابتسم. مختار الصحاح (فرر).