ذريني أسعى للّتي تكسب العلا |
|
سناء وتبقي الذّكر وهو جميل |
فأمّا تريني من ممارسة الهوى |
|
نحيلا فحدّ المشرفيّ نحيل |
وفوق أنابيب اليراعة صفوة |
|
تزين وفي قدّ القناة ذبول |
ولو لا السّرى لم يحتل البدر كاملا |
|
ولا بات منه للسّعود نزيل |
ولو لا اغتراب المرء في طلب العلا |
|
لما كان نحو المجد منه وصول |
ولو لا نوال ابن الحكيم محمد |
|
لأصبح ربع المجد وهو محيل |
وزير سما فوق السّماك جلالة |
|
وليس له إلّا نجوم قبيل |
من القوم أمّا في النّديّ (١) فإنهم |
|
هضاب وأمّا في النّدى فسيول |
حووا شرف العلياء إرثا ومكسبا |
|
وطابت فروع منهم وأصول |
وما جونة هطّالة ذات هيدب |
|
مرتها شمول مرجف وقبول |
لها زجل من رعدها ولوامع |
|
من البرق عنها للعيون كلول |
كما هدرت وسط القلاص وأرسلت |
|
شقاشقها عند الهياج فحول |
بأجود من كفّ الوزير محمد |
|
إذا ما توالت للسّنين محول |
ولا روضة بالحسن طيّبة الشّذا |
|
ينمّ عليها أذخر وجليل |
وقد أذكيت للزّهر فيها مجامر |
|
تعطّر منها للنسيم ذيول |
وفي مقل النّوّار للطّلّ عبرة |
|
تردّدها أجفانها وتحيل |
بأطيب من أخلاقه الغرّ كلّما |
|
تفاقم خطب للزمان يهول |
حويت ، أبا عبد الإله ، مناقبا |
|
تفوت يدي من رامها وتطول |
فغرناطة مصر وأنت خصيبها |
|
ونائل يمناك الكريمة نيل |
فداك رجال حاولوا درك العلا |
|
ببخل وهل نال العلاء بخيل؟ |
تخيّرك المولى وزيرا وناصحا |
|
فكان له مما أراد حصول |
وألقى مقاليد الأمور مفوّضا |
|
إليك فلم يعدل يمينك سول |
وقام بحفظ الملك منك مؤيّد |
|
نهوض بما أعيا سواك كفيل |
وساس الرعايا منك أشوس باسل |
|
مبيد العدا للمعتفين منيل |
وأبلج وقّاد الجبين كأنما |
|
على وجنتيه للنّضار مسيل |
تهيم به العلياء حتى كأنها |
|
بثينة في الحبّ وهو جميل |
له عزمات لو أعير مضاؤها |
|
حسام لما نالت ظباه فلول |
__________________
(١) النديّ : النادي للمجلس.