يصون بالعقل الفتى نفسه |
|
كما يصون الحرّ أسراره |
لا سيما إن كان في غربة |
|
يحتاج أن يعرف مقداره |
وقوله رحمه الله (١) : [البسيط]
إني لأعسر أحيانا فيلحقني |
|
يسر من الله إنّ العسر قد زالا |
يقول خير الورى في سنّة ثبتت |
|
(أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا) |
وهو من أحسن ما قاله رحمه الله.
ومن شعره قوله (٢) : [الطويل]
فقدت حياتي بالفراق (٣) ومن غدا |
|
بحال نوى عمّن يحبّ فقد فقد |
ومن أجل بعدي من (٤) ديار ألفتها |
|
جحيم فؤادي قد تلظّى وقد وقد |
وحكي أن ذا الوزارتين المترجم ، لما اجتمع مع الفقيه الكاتب ابن أبي مدين ، أنشده ابن أبي مدين (٥) : [الطويل]
عشقتكم بالسّمع قبل لقاكم |
|
وسمع الفتى يهوى لعمري (٦) كطرفه |
وحبّبني ذكر الجليس إليكم |
|
فلمّا التقينا كنتم فوق وصفه |
فأنشده ذو الوزارتين ابن الحكيم قوله (٧) : [البسيط]
ما زلت أسمع عن علياك كلّ سنا |
|
أبهى من الشمس أو أجلى من القمر |
حتى رأى بصري فوق الذي سمعت |
|
أذني فوفّق بين السّمع والبصر |
ومن نظمه مما يكتب على قوس (٨) : [الكامل]
أنا عدّة للدين في يد من غدا |
|
لله منتصرا على أعدائه |
أحكي الهلال وأسهمي في رجمها |
|
لمن اعتدى تحكي رجوم (٩) سمائه |
قد جاء في القرآن أني عدّة |
|
إذ نصّ خير الخلق محكم آيه |
وإذا العدوّ أصابه سهمي فقد |
|
سبق القضاء بهلكه وفنائه |
__________________
(١) البيتان في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٦).
(٢) البيتان في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٦).
(٣) في النفح : «بالعراق».
(٤) في النفح : «عن».
(٥) البيتان في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٧).
(٦) في الأصل : «لعمر» ، والتصويب من النفح.
(٧) البيتان في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٧).
(٨) الأبيات في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٩ ـ ٥٠).
(٩) في النفح : «نجوم».