لحملات العدو (١) النازل بفنائكم ، وحطّوا (٢) بالتعويل على الله وحدة بلادكم ، واشتروا من الله جلّ جلاله أبناءكم (٣).
ذكروا أنّ امرأة احتمل السبع ولدها ، وشكت إلى بعض الصالحين ، فأشار عليها بالصدقة فتصدّقت برغيف ، فأطلق السبع ولدها. وسمعت النداء : يا هذه ، لقمة بلقمة ، وإنّا لما استودعناه لحافظون. اهجروا (٤) الشهوات ، واستدركوا الباقيات (٥) من قبل الفوات ، وأفضلوا (٦) لمساكينكم من الأقوات ، واخشعوا لما أنزل الله تعالى من الآيات ، وخذوا نفوسكم بالصّبر على الأزمات ، والمواساة في المهمّات ، وأيقظوا جفونكم من السّنات. واعلموا أنكم رضّع (٧) ثدي كلمة التوحيد ، وجيران البلد الغريب ، والدّين الوحيد ، وحزب التمحيص ، ونفر المرام العويص (٨) ، فتفقّدوا معاملتكم (٩) مع الله تعالى ، فمهما رأيتم (١٠) الصّدق غالبا ، والقلب للمولى الكريم مراقبا ، وشهاب اليقين (١١) ثاقبا ، فثقوا بعناية الله التي لا يغلبكم معها غالب ، ولا ينالكم من أجلها (١٢) عدوّ مطالب ، وأنكم (١٣) في السّتر الكثيف ، وعصمة (١٤) الخبير اللّطيف. ومهما رأيتم الخواطر متبدّدة ، والظنون بالله متردّدة ، والجهات التي تخاف وترجى متعدّدة ، والغفلة عن الله ملابسها (١٥) متجدّدة ، وعادة دواعي الخذلان دائمة ، وأسواق الشهوات قائمة ، واعلموا (١٦) أنّ الله منفّذ فيكم وعده ووعيده في الأمم الغافلين ، وأنكم قد ظلمتم أنفسكم ولا عدوان إلّا على الظّالمين. والتوبة تردّ الشارد والله يحبّ التّوّابين ، ويحب المتطهّرين ، وهو القائل : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ)(١٧). وما أقرب صلاح الأحوال ، إذا صلحت العزائم ، وتوالت على حزب الشيطان الهزائم ، وخملت الدّنيا الدنيّة في العيون ، وصدقت فيها عند الله الظّنون : حزب الشيطان الهزائم ، وخملت الدّنيا الدنيّة في العيون ، وصدقت فيها عند الله الظّنون : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) (٥) (١٨).
__________________
(١) في النفح : «هذا العدو».
(٢) في النفح : «وحوطوا».
(٣) في النفح : «أولادكم».
(٤) في النفح : «واهجروا».
(٥) في النفح : «البقية من بعد الفوات».
(٦) أفضل من الشيء : ترك منه بقيّة. محيط المحيط (فضل).
(٧) في النفح : «رضعاء».
(٨) العويص : الصعب. لسان العرب (عوص).
(٩) في النفح : «معاملاتكم».
(١٠) في النفح : «ومهما لقيتم».
(١١) في النفح : «البنين».
(١٢) في النفح : «لأجلها».
(١٣) في النفح : «فإنكم».
(١٤) في النفح : «وكنف».
(١٥) في النفح : «ملامسها».
(١٦) في النفح : «فاعلموا».
(١٧) سورة هود ١١ ، الآية ١١٤.
(١٨) سورة فاطر ٣٥ ، الآية ٥.