نشأت عن الخير واعتدته |
|
فلم تدر إلّا التّقى والصّلاحا |
وقمت لها أيّما رحلة |
|
كسحت المعارف فيها اكتساحا |
بهرت رجال الحديث اقتداء |
|
وفتّ رجال الكمال اقتراحا |
فما إن جليس إذا قلت قال |
|
أو أنّ (١) الخطيب إذا لحت لاحا |
ولو لم تحجّ بها مكة |
|
لحجّ الملائك عنك صراحا |
وأما أنا بعد نهي النّهى |
|
فما زادني الطّبع إلّا جماحا |
أدير كؤوس هواي اغتباقا |
|
وأشرب ماء دموعي اصطباحا |
فبرّد جواي بردّ جواب |
|
توبّخ فيه مشي الوقاحا |
وهنّ بنيّات فكري وقد |
|
أتيتك فاخفض لهنّ الجناحا |
ومن شعره ، رحمه الله ، وله يمدح ذا الوزارتين المتقدم ذكره ، ويذكر غفارة وجّهها له مع هدية : [الكامل]
كبت العدى ، إنعامك البغت |
|
فلي الهناء (٢) وللعدى الكبت |
يا من إلى جدوى أنامله |
|
يزجى السّفين وتزجر البخت (٣) |
لولاك لم يوصل بناحية |
|
وخد ولم يقطع بها دشت (٤) |
لولاك لم يطلع بها نشر |
|
منه ولم يهبط بها خبت |
خوّلتني ما لم تسعه يدي |
|
فأصابني من كثره غمت (٥) |
شتّى أياد كلما عظمت |
|
عندي تلكّأ خاطري الهتّ (٦) |
يعيا لساني عن إذاعتها |
|
ويضيق عن شكري لها الوقت |
وطّأت لي الدنيا فلا عوج |
|
فيما أرى منها ولا أمت |
أمكنتني منها فما ليدي |
|
ردء ولا لمقالتي عتّ |
بالغت في برّي ولا نسب |
|
أدلي إليك به ولا حسب |
__________________
(١) في الأصل : «أو أنّ» وكذا ينكسر الوزن ، لذا جعلنا الهمزة الأصلية همزة قطع.
(٢) في الأصل : «الهنا» وكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «للسفين» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى. والسفين : جمع سفينة وهي المركب.
والبخت ، بضم الخاء : الإبل الخراسانية. محيط المحيط (سفن) و (بخت).
(٤) الدّشت : الصحراء. محيط المحيط (دشت).
(٥) الغمت هنا بمعنى : التخمة ؛ يقال : غمته الطعام : ثقل على قلبه فصيّره كالسكران. محيط المحيط (غمت).
(٦) الهتّ : المكسور ؛ يقال : هتّ الشيء إذا كسره وفتّه. محيط المحيط (هتت).