ولا لي بالإسراف فكر محدث |
|
سيغدو حبيبي أو سيشعر مطرف |
ولا أنا ممّن لهوه جلّ شأنه |
|
بروض أنيق أو غزال مهفهف |
ولا أنا ممّن أنسه غاية المنى |
|
بصوت رخيم أو نديم وقرقف |
ولا أنا ممّن تزدهيه مصانع |
|
ويسبيه بستان ويلهيه مخرّف |
ولا أنا ممن همّه جمعها فإن |
|
تراءت يثب بسعي لها وهو مرجف |
على أنّ دهري لم تدع لي صروفه |
|
من المال إلّا مسحة أو مجلف |
ولا أنا ممن هذه الدار همّه |
|
وقد غرّه منها جمال وزخرف |
ولا أنا ممن للسّؤال قد انبرى |
|
ولا أنا ممن صان عنه التّعطف |
ولا أنا ممن نجّح الله سعيهم |
|
فهمّتهم فيها مصلّى ومصحف |
فلا في هوى أضحى إلى اللهو قائدا |
|
ولا في تقى أمسى إلى الله يزلف |
أحارب دهري في نقيض طباعه |
|
وحربك من يقضي عليك تعجرف |
وأنظره شزرا بأصلف ناظر |
|
فيعرض عنّي وهو أزهى وأصلف |
وأضبطه ضبط المحدّث صحفه |
|
فيخرج في التّوقيع أنت المصحف |
ويأخذ مني كلّ ما عزّ نيله |
|
ويبدو بجهلي منه في الأخذ محتف |
أدور له في كل وجه لعلّني |
|
سأثبته وهو الذي ظلّ يحذف |
ولما يئسنا منه تهنّا ضرورة |
|
فلم تبق لي فيها عليه تشوّف |
تكلّفت قطع الأرض أطلب سلوة |
|
لنفسي فما أجدى بتلك التكلّف |
وخاطرت بالنفس العزيزة مقدما |
|
إذا ما تخطّى النّصل قصد مرهف |
وصرّفت نفسي في شؤون كثيرة |
|
لحظّي فلم يظفر بذاك التّصرّف |
وخضت لأنواع المعارف أبحرا |
|
ففي الحين ما استجرتها وهي تترف |
ولم أحل من تلك المعاني بطائل |
|
وإن كان أهلوها أطالوا وأسرفوا |
وقد مرّ من عمري الألذّ وها أنا |
|
على ما مضى من عهده أتلهّف |
وإني على ما قد بقي منه إن بقي |
|
لحرمة ما قد ضاع لي أتخوّف |
أعدّ ليالي العمر والفرض صومها |
|
وحسبك من فرض المحال تعسّف |
على أنها إن سلّمت جدليّة |
|
تعارض آمالا عليها ينيّف |
تحدّثني الآمال وهي كدينها |
|
تبدّل في تحديثها وتحرّف |
بأنّي في الدّنيا سأقضي مآربي |
|
وبعد يحقّ الزهد لي والتقشّف |
وتلك أمان لا حقيقة عندها |
|
أفي قرني الضّدّين يبقى التكلّف؟ |