حلب ، فلما عبر الفرات عاد إلى الموصل ، وعبر «الملك النّاصر» ، فأخذ «الرّها» من ابن الزعفراني ، وسلّمها إلى ابن زين الدّين ، وأخذ الرّقّة من ابن حسّان ، ودفعها إلى ابن الزّعفراني ، وكاتب ملوك الشّرق ، فأطاعوه ، وقصد «نصيبين» ، فأخذها.
وسار إلى الموصل ، وفيها عسكر قويّ ، فقوتل قتالا شديدا ، ولم يظفر منها بطائل ، فرحل عنها إلى «سنجار» ، فأنفذ «مجاهد الدّين» إليها عسكرا ، فمنعه «الملك النّاصر» من الوصول ، وحاصر «سنجار» ، فسلمّها إليه أمير من الأكراد الزرزارية ، وكان في برج من أبراجها ، فسلّم إليه تلك النّاحية ، وصارت «الباشورة» (١) معه ، فضعفت نفس واليها «أمير أميران» أخي عزّ الدّين ، فسلّمها بالأمان ، في ثاني شهر رمضان من السّنة وقرّر «الملك النّاصر» أمورها ، وعاد إلى حرّان.
ولما قصد «الملك النّاصر» البلاد الشرقيّة ، رأى عماد الدّين أن يخرّب المعاقل المطيفة ببلد حلب ، فشنّ الغارات على شاطىء الفرات ، وهدم حصن بالس ، وحصر قليعة نادر (٢) ففتحها ، ثم هدمها بعد ذلك ، وأغار على قرى الشطّ ، فأخربها واستاق مواشيها ، وأحرق جسر «قلعة جعبر» (٣).
ثم وصل إلى «منبج» وقاتلها ، وأغار على بلدها ، ووصلت الغارة إلى
__________________
(١) باشورة كل قلعة مدخلها.
(٢) على مقربة من بالس انظر الأعلاق الخطيرة ـ قسم حلب ـ ج ٢ ص ٢٥.
(٣) في بغية الطلب ص ٣٨٥٨ : «فخرب عزاز وحصن بزاعا وحصن بالس وحصن كفرلاثا».