للدخول إلى الديار المصريّة وختن ولده الملك الصّالح اسماعيل بدمشق ، في خامس شوّال ، وأخرج صدقات كثيرة وكسوات للأيتام الّذين ختنهم معه.
واتّسع ملكه بحيث خطب له بالحرمحين الشّريفين وبلاد اليمن الّتي افتتحها شمس الملوك ، وانعمر بلد حلب في زمانه لعدله وحسن سيرته حتّى لم تبق مزرعة في جبل ولا واد إلّا فيها سكّان ولها مغلّ.
وصار على ظاهر حلب من العمارة والمساكن أكثر من المدينة ، مثل الحاضر السّليماني ، وخارج باب الأربعين ، وغير ذلك من الأبواب جميعها.
وارتفعت الأسعار مع كثرة المغلّات لكثرة العالم ، حتّى كانت الأسعار في السّنة الّتي مات فيها بعد ذلك الرّخص في السّنة التي مات فيها والده : الحنطة مكّوك ونصف بدينار ، والشّعير مكّوكان ونصف بدينار ، والعدس مكّوك ومصع بدينار ، والجلبان كذلك ، والقطن ستّة أرطال جوز بدينار.
والله تعالى يرحمه
وقام الملك الصّالح بالملك بعده (١) ، وكان عمره إحدى عشرة سنة ، وحلف له الأمراء بدمشق. وخطب له الملك النّاصر صلاح الدّين بمصر ، وأرسل إليه رسولا يعزّيه ، ومعه دنانير مصرية عليها اسمه ، ويعلمه أنّه في طاعته ، وأنّ الخطبة أقيمت له بمصر.
وأمّا حلب فكان الوالي بقلعتها جمال الدّين شاذبخت ـ الخادم
__________________
(١) للصالح اسماعيل ترجمة مفيدة في بغية الطلب ص ١٨٢٢ ـ ١٨٢٦.