بعده نظام الدين أبو المؤيد محمد بن الحسين.
ووصل الملك العادل إلى دمشق ، فتوجّه إليه الملك المجاهد صاحب حمص ، ومعه الملك الأفضل ، وترقّق اليه ، فأعطى الملك الأفضل «شبختان» و «جملين» و «الموزر» و «قلعة السنّ» و «سميساط». وسار إليها الملك الأفضل ، ونزل الملك العادل إلى حماة ، وراسل الملك الظّاهر ، حتى استقرّ الصلح بينه وبينه ، على أن خطب له الملك الظاهر بحلب ، وضرب السكّة باسمه مع اسمه ، في شهر جمادى الآخرة ، من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
وصعد الرسول شمس الدين بن التنبي إلى المنبر ، وقت اقامة الدعوة له ، يوم الجمعة ، ونثر ذهبا كثيرا على الناس. وبلغ الملك الظاهر ، عن ابن المشطوب ، أنّه كان قد عزم على المخامرة ، فسيّر إلى «منبج» العسكر ، وأخذها منه ، وعفا عنه ، وهدم قلعتها وسورها ، فمضى ابن المشطوب إلى الشرق.
وجمع الملك الظّاهر العرب في دابق ، لأخذ العداد منهم ، وخاف ابن المقدّم منه ، فهرب إلى «الراوندان» ، ليعصي بها ، فسار الملك الظاهر خلفه ، ولم يمهله ، فلم يبت في قلعتها غير ليلة واحدة. ومضى إلى «بدر الدين دلدرم» ، بتل باشر ، منهزما من السلطان. فوصل السلطان اليها ، ونزل عليها محاصرا لها ، فسلّمها من كان بها إليه ، وحاز جميع ما كان فيها من الذخائر والأموال ، ورتّب أمورها.