فوصلوا إلى حلب ، يوم الأربعاء مستهلّ جمادى الأولى ، من سنة أربعين وستمائة.
وطلع «للخاتون الملكة» قرحة في مراق البطن ، وازداد ورمها ، وحدث لها حمّى بسببها ، وسار «الملك المنصور» ليلة الجمعة ثالث الشهر.
وتوجّه في صحبته نجدة من حلب ، لتقصد بلاد الفرنج بناحية «طرابلس» ، وقوي مرض «الملكة الخاتون» ، إلى أن توفّيت إلى رحمة الله تعالى ، ليلة الجمعة الحادية عشرة ، من جمادى الأولى ، من سنة أربعين وستمائة. ودفنت في الحجرة بالقلعة ، تجاه الصفّة ، التي دفن فيها ولدها الملك العزيز ـ رحمها الله ـ وكان مولدها بقلعة حلب ، حين كانت في ولاية أبيها «الملك العادل» ، إما في سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وخمسمائة ، وبلغني أنّه كان عنده ضيف ، فلمّا أخبر بولادتها ، سمّاها «ضيفة» لذلك.
وأمر السّلطان «الملك الناصر» في ملكه ، ونهى باشارة وزيره «جمال الدّين الأكرم» والأمير «جمال الدولة إقبال الخاتوني» ، وعلّم السلطان في التواقيع ، وأشهد عليه بتمليك الأمير «جمال الدّولة» نصف الملوحة ، والحصّة الجارية ، في ملك بيت المال «بالناعورة». وأقرّ على نفسه بالبلوغ ، وملّك الوزير الحصّة التي بأيدي نوّاب بيت المال «تقيل» ورحاها ، وجعل يجلس في «دار العدل» ، في كلّ يوم اثنين وخميس ، بعد الركوب ، وترفع إليه المظالم ، وخلع على امرائه وكبراء البلد ، وأقطع الأمير «جمال الدّولة» «عزاز» وقلعتها وما كان في يد «الملك الحافظ» بن الملك العادل ، وجميع ما كان من