عمّه ، بسبب استيلائه على دمشق. واتفق الملك العادل وعمّه الملك الصّالح ، فاستوحش «الملك الناصر» من الملك العادل لذلك ، حتى آل الأمر به إلى أن أخرج الملك الصّالح بن الكامل من سجن «الكرك» ، وخرج معه ، وكاتب الأمراء بمصر ، فقبضوا على «الملك العادل» «ببلبيس» ، في ليلة الجمعة ، الثامنة من ذي القعدة ، من سنة سبع وثلاثين وستمائة ، ووصل الملك الصّالح أيوب ، فدخل «القاهرة» ، بكرة الأحد الرابع والعشرين من الشهر المذكور.
وكنت إذ ذاك بالقاهرة ، رسولا إلى «الملك العادل» ، أهنئه بكسر عسكره الافرنج على «غزّة» ، وأطلب أن يسيّر عمّاته بنات «الملك العادل» ، معي إلى أختهن «الملكة» إلى حلب ، فاستحضرني «الملك الصّالح أيّوب» ، يوم الثلاثاء حادي عشر ذي الحجّة ، وقال لي : «تقبّل الأرض بين يدي السّتر العالي ، وتعرّفها أنني مملوكها ، وانّها عندي في محلّ «الملك الكامل» ، وأنا أعرض نفسي لخدمتها ، وامتثال أمرها فيما تأمر به» ، وحمّلني مثل هذا القول إلى «السّلطان الملك الناصر».
ونزلت من مصر ، فاجتمعت بالملك الصّالح اسماعيل بن الملك العادل ، في رابع محرّم سنة ثمان وثلاثين ، وحمّلني رسالة إلى «الملكة الخاتون» ، يطلب منها معاضدته ، ومساعدته ، على «الملك الصّالح» صاحب مصر ـ إن قصده ، فلم تجبه إلى ذلك في ذلك الوقت.
وكان «الخوارزميّة» ، في سنة سبع وثلاثين ، قد وضعوا أيديهم على