قال فيها :
يا «تاج دولة هاشم» بل يا أبا التّ |
|
يجان بل يا قصد كلّ مؤمّل |
لو عاينت عيناك «قلعة شيزر» |
|
والسّتر دون نسائها لم يسبل |
لرأيت حصنا هائل المرأى غدا |
|
متهلهلا مثل النّقا المتهيل |
لا يهتدي فيه السّعاة لمسلك |
|
فكأنّما تسري بقاع مهول |
ذكر فيها زوجة أخيه ، فقال :
نزلت على رغم الزّمان ولو حوت |
|
يمناك قائم سيفها لم تنزل |
فتبدّلت عن كبرها بتواضع |
|
وتعوّضت عن عزّها بتذلّل (١) |
وأقامت الزّلازل تتردّد في البلاد سبع سنين ، وهلك فيها خلق كثير.
وفي هذه السّنة أبطل الملك العادل نور الدّين ، وهو بشيزر ، مظالم ومكوسا ببلاده كلّها مقدارها مائة وخمسون ألف دينار.
ثم إنّ نور الدّين تلطّف الحال مع ضحّاك البقاعيّ ، وراسله ، وهو ببعلبكّ ، وكان قد عصى فيها بعد فتح دمشق ، ولم ير أن يحصره بها لقربه من الفرنج ، فسلّمها إلى نور الدّين في هذه السّنة (٢).
وجرت وقعة بين نور الدّين وبين الفرنج بين طبريّة وبانياس ،
__________________
(١) انظر بغية الطلب ص ١٦٤٠ ـ ١٦٤٢.
(٢) انظر تاريخ ابن القلانسي ص ٥٠٩.