شيء من بلاده ، وأرسل إلى الملكة «الخاتون» والأمراء بحلب ، وطلبوا موافقتهم على ذلك ، وخوّفوهم من جهته ، وذكروا ما تمتدّ أطماعه إليه فوافقوهم.
وتحالفوا عليه ، وسيّروا رسلا من جهتهم إلى ملك الروم «كيقباذ» ؛ يطلبون منه مثل ذلك. فوصلوا إليه ومات «كيقباذ» ، قبل اجتماعهم به فذكروا رسالتهم لابنه «كيخسرو» ، فحلف لهم على ذلك.
واتفقوا كلّهم على أن يرسلوا رسلا من جهتهم ، إلى «الملك الكامل» ، الى مصر ، ومعهم رسول من حلب ، وقالوا له : «إنّنا قد اتفقنا كلنا ، ونطلب منك أنّك لا تعود تخرج من مصر ، ولا تنزل إلى الشام» ، فقال لهم : «مبارك ، أنتم قد اتفقتم ، فما تطلبون من يمين ، احلفوا أنتم أيضا لي : أن لا تقصدوا بلادي ، ولا تتعرّضوا لشيء مما في يدي وأنا أوافقكم على ما تطلبون». ونزل رسوله ، ومرض «الملك الأشرف» ، واشتغل بمرضه ، وطال الى أن مات ـ على ما نذكره ـ.
ومما تجدّد في حلب ، في سنة أربع وثلاثين وستمائة : أنّ «شهاب الدّين» «صاحب شيزر» ، و «كمال الدين عمر بن العجمي» ، اتفقا ، على أن سيّرا من جهتهما رجلا ، يقال له «العزّ بن الأطغاني» إلى دمشق إلى «الملك الأشرف» ، وحدّثاه في أن يقصد حلب ، وأنهما يساعدانه بأموالهما ، وأوهمه صاحب «شيزر» أنّ معظم الأمراء بحلب ، يوافقونه على ذلك ، وأوهمه ابن العجمي أنّ أقاربه ، وجماعة كبيرة من الحلبيّين ، يتابعونه ، ويشايعونه ،