لقاتلته عليها حتّى أمنعه أو أقتل». ففعل ما أشار به عليه والده ، فترك نور الدّين قصده ، واشتغل بغيره.
وخرج نور الدّين بالعساكر ، ففتح حصن عرقة ، وصافيتا ، وعريمة (١) ، ونهب وخرّب بلاد الفرنج ثم هادنهم.
ثمّ إن الفرنج ساروا إلى بلد حوران في سنة ثمان وستّين للغارة ، فسار نور الدّين إليهم ، فنزل عشترا ، وسيّر عسكره إلى أعمال طبريّة ، فغنموا غنائم عظيمة ، وعادوا.
وكان نور الدّين قد استخدم مليح بن لاون ، ملك الأرمن ، وأقطعه أقطاعا من بلاد الإسلام ، وحضر معه حروبا متعدّدة فأنجده في هذه السّنة بطائفة من عسكره ، فدخل مليح إلى أذنه وطرسوس والمصّيصة ، وفتحها من يد ملك الرّوم ، وأرسل إلى نور الدّين كثيرا من غنائمهم وثلاثين أسيرا من أعيانهم (٢).
وقصد قلج أرسلان ذا النّون بن الدّانشمند صاحب ملطية وسيواس (٣) ، وأخذ بلاده ، وأخرجه عنها طريدا ، فاستجار بنور الدين ، ووصل إليه فأكرمه ، وسيّر إلى قلج أرسلان يشفع إليه في إعادة بلاده إليه ،
__________________
(١) قلعة قريبة من منطقة صافيتا.
(٢) انظر وليم الصوري ص ٩٦٢ ـ ٩٦٣.
(٣) هي الآن مركز ولاية في تركية وتبعد عن أنقره مسافة ٢٢٥ كم.