الظاهر ، بعد أن وصل إلى «رأس عين» (١).
وسار الملك «الفائز بن العادل» من البلاد الشرقية ، طالبا تشعيث بلاد السلطان الملك الظاهر ، وشغل خاطره عن حصار دمشق ، فسيّر الملك الظاهر «المبارز أقجا» ـ وكان من أكبر أمراء حلب ـ ومعه بعض العسكر ، فنزل على «بالس» ونهبها ، وسار إلى «منبج» فنزلها ، فوصل الملك «الفائز» إليها ، فانهزم بمن كان معه من العسكر إلى «بزاعا» ، ودخلها الفائز ، وبنى قلعتها وحصّنها ، وسار منها طالبا عسكر حلب إلى «بزاعا» ، فاندفعوا بين يديه إلى حلب ، وأقام على بزاعا أياما ، وجفل بلد حلب خوفا منه ، وهرب فلّاحوه.
ورحل إلى أبيه إلى نابلس ، فسيّر الملك العادل نجدة تدخل إلى دمشق ، فبلغ حديثها الملك الظاهر ، وقد أحدقت العساكر بدمشق ، فكمن لهم كمينا ، فوقعوا عليهم ، وقتلوا منهم جمعا كثيرا ، وانهزم بعضهم ، ولم يدخل إلى المدينة إلّا القليل. ونكث صاحب حماة ، وخرج إلى ناحية «الروج» ، وأغار عليه ، ونهب رستاق «شيرز».
وسار عسكر حلب إلى منبج ، فلم يجد فيها مطمعا ، واستدعاهم الملك الظاهر ، فمضوا إليه إلى دمشق ، وطال الحصار ، وضجر العسكر ، وهرب شقير ، والجحاف ، بعد استيلاء الفائز على منبج ، وكانت خبز الجحاف.
__________________
(١) رأس العين بلدة في الجزيرة السورية تتبع محافظة الحسكة وتبعد عن الحسكة / ٨٤ / كم ، وهي إلى الشمال الغربي منها.