وسار إلى أفامية ، ومعه ابن المقدم ، فعاقبه تحتها ليسلّموا اليه ، فلم يسلّموا ، فسيّره ، وحبسه بحلب ، وأقام بكفرطاب ، واستولى على بلدها ، ونزل بمعرة النعمان ، ونهب بلدها ، وأخذ ما فيها لبيت المال ، وسار إلى حماة ، فنزل عليها ، في شعبان ، وقاتلها إلى أن صالحه الملك المنصور صاحبها ، ووزن له ثلاثين ألف دينار ، ووافقه.
وسار إلى حمص ، فصالح الملك المجاهد صاحبها ، ووافقه ، وسار إلى دمشق فنازلها ، واستدعى «جهاركس» و «قراجا» من الغور ، فدافعا عن الوصول ، فسار السلطان الملك الظاهر اليهما بنفسه ، ولا طفهما حتى رحلا معه ، بعد أن أعطى الملك الأفضل قراجا «صرخد» ، وأخرج أمه وعياله منها ، ونزلوا على دمشق ، وعزموا على قتالها ، ففند جهاركس عن ذلك ، وكان قد صار في الباقين مع الملك العادل ، وقال : «المصلحة أننا نلقى الملك العادل ، فاذا كسرناه تمّ لنا ما نريد».
وكان الملك العادل قد نزل من مصر إلى «الكرك» ، ثم توجّه إلى نابلس ، فلما رأى جهاركس جدّ الملك الظّاهر على حصار دمشق هرب من العسكر إلى الملك العادل إلى نابلس ، وهرب قراجا إلى صرخد ، وعصى بها ، وتركا خيامهما على حالها وبركهما فأنهب السلطان الملك الظاهر ذلك جميعه ، ثم زحف بالعساكر على دمشق ، وقاتلوها قتالا شديدا ، وأحرقوا «العقيبة» ، ونهبوا الخانات.
وراسل الملك العادل صاحب الموصل ، فاتفق معه ، ورجع عن الملك