ودخلت سنة إحدى عشرة وستمائة
فجدّد السلطان الملك الظّاهر «باشورة» حلب ، من «باب الجنان» إلى «برج الثعابين» ، وبنى لها سورا قويا ظاهرا عن السّور العتيق ، وجدّد فيه أبرجة كالقلاع ، وعزم على أن يفتتح بالقرب من «برج الثعابين» بابا للمدينة ، ويسميه «باب الفراديس» ، وكان يباشر الإشراف على العمارة بنفسه.
وأمر في هذه السنة بتجديد ربض الظاهرية ، خارج «باب قنّسرين» ، فيما بينه وبين النهر ، فنسب إليه ، لذلك ، وخربت «الياروقية» ، وانتقل معظم أهلها إليه.
ووثب الإسماعيلية على ابن الابرنس ، «بكنيسة انطرسوس» ، فقتلوه ، فجمع البرنس جموع الفرنج ، ونزل على حصونهم ، وقتل وسبى ، وحصر «حصن الخوابي» فكتبوا إلى السّلطان ، يستغيثون به ، ويستنجدونه ، فاستخدم السلطان مائتي راجل ، وسيّر جماعة من عسكر حلب ، يحفظونه ، ليدخلوا إلى «حصن الخوابي» ، ويمنعوا الفرنج من الإستيلاء عليه.