خلع الخليفة بها مع رسوله ، ووصل خبر الكسرة إلى سيف الدّين ، وهو محاصر سنجار ، فصالح «عماد الدّين» على ما بيده ، ورحل إلى الموصل ، وشرع في جمع العساكر.
وسار الملك النّاصر من حماة إلى «بارين» ، وفيها نائب عزّ الدّين بن الزّعفراني ، ولم يبق بيده غيرها ، فحصرها إلى أن سلّمها واليها إليه بالأمان ، فعاد إلى حماة ، وأقطعها خاله شهاب الدّين محمود بن تكش الحارميّ ، وأقطع حمص ناصر الدّين محمد ابن عمه أسد الدّين ، وعاد إلى دمشق.
وخرج سيف الدّين غازي صاحب الموصل ، في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. وسار إلى «نصيبين» ، واستنجد صاحب «حصن كيفا» وصاحب «ماردين» ، فاجتمع معه عسكر كثير بلغت عدّتهم ستة آلاف فارس ، وأقام بنصيبين حتى خرج الشّتاء ، فضجرت العساكر وفنيت نفقاتهم (١).
ثم سار إلى حلب ، فعبر ب «البيرة» وخيّم على جانب الفرات الشامي ، وراسل كمشتكين والملك الصالح ، لتستقرّ قاعدة يصل عليها إليهم ، ووصل كمشتكين إليه ، وجرت مراجعات كثيرة ، عزم فيها على العود مرارا ، حتى استقرّ اجتماعه بالملك الصالح ، وسمحوا به ، فسار ووصل إلى حلب.
__________________
(١) انظر ما كتبه ابن الأزرق الفارقي. ٥٣٣٥ ـ ٥٣٣٧ من الموسوعة الشامية.