إلى الوالي بالقلعة : شهاب الدّين اسحق ، وسلّم البلد والعسكر إلى مظفّر الدّين بن زين الدّين ، وسار إلى الرقّة ، سادس عشر شوّال ، فأقام بها فصل الرّبيع.
وراسل أخاه «عماد الدّين» ، في المقايضة «بسنجار» ، ليتوفّر على حفظ بلاده ، ويضمّ بعضها إلى بعض ، ولعلمه أنّه يحتاج إلى الإقامة بالشّام ، لتعلّق أطماع «الملك النّاصر» بحلب ، وقدم عليه أخوه. واستقرّت المقايضة على ذلك ، وتحالفا على أن تكون حلب وأعمالها لعماد الدّين و «سنجار» وأعمالها لعزّ الدين ، وأنّ كل واحد منهما ينجد صاحبه ، وأن يكون «طمان» مع عماد الدّين ، فسيّر «طمان» ، وصعد إلى قلعة حلب ، وكان معهم علامة من عزّ الدّين ، فتسلّمها ، وسيّر عزّ الدّين من تسلّم سنجار.
وفي حال طلوع «طمان» ، ونقل الوالي متاعه ، طمع «مظفّر الدّين بن زين الدين» بأن يملك القلعة ، ووافقه جماعة من الحلبيين كانوا بقربه ، في الدّار المعروفة بشمس الدّين عليّ بن الدّاية وجماعة من الأجناد ، ولبس هو زرديّة ، تحت قبائه ، وألبس جماعة من أصحابه الزّرد تحت الثّياب ، ومع كلّ واحد منهم سيف ، وأرسل إلى شهاب الدّين ، وقال له : «إنّه وصلني كتاب من أتابك عز الدّين ، وأمرني أن أطلع في جماعة إليك» ، فأمره بالصّعود.
وكان «جمال الدّين شاذبخت» ، في حوش القلعة الشرقي ، الّذي