لا يقيمون في البلاد ، فاصطلحوا على ذلك ، وعاد إلى الشّام ، وتسلّم المصريّون الاسكندرية (١).
وأمّا نور الدّين فإنّه جمع العساكر في هذه السّنة ، ودخل من حمص إلى بلاد الفرنج ، فنازل عرقة ، ونهب بلدها ، وخرّب بلادهم ، وفتح صافيتا والعريمة ، وعاد إلى حمص ، وخرج إلى بانياس ، وخرج إلى هونين (٢) ، فانهزم الفرنج عنه وأحرقوه ، فوصل إليه نور الدين من الغد ، فخرب سوره وعاد.
وكان حسّان صاحب منبج قد مات ، وأقطع نور الدّين منبج ولده غازي بن حسّان ، فعصى عليه في هذه السّنة ، فسيّر إليه عسكرا ، وأخذوها منه فأقطعها أخاه قطب الدّين ينال بن حسّان ، وهو الّذي ابتنى المدرسة الحنفيّة بمنبج.
وفي سنة ثلاث وستّين وخمسمائة ، نزل شهاب الدّين مالك بن عليّ بن مالك صاحب قلعة جعبر ليتصيّد ، فأخذه بنو كلاب أسيرا وحملوه إلى نور الدّين في رجب ، فاعتقله وأحسن إليه ، ورغّبه في الأقطاع فلم يجبه ، فعدل إلى الشدّة والعنف.
ثمّ سيّر إليها عسكرا فلم يقدر على فتحها ، فعدل إلى اللّين مع صاحبها ، إلى أن اتّفق الحال على أن عوّضه عنها بسروج وبزاعا والملوحة (٣) ،
__________________
(١) انظر وليم الصوري ص ٩١٣ ـ ٩٢٢.
(٢) هونين حصن بجبل عاملة في جنوب لبنان الحالي. انظر معجم البلدان.
(٣) الملوحة قرية كبيرة من قرى حلب.