عشر جمادى الأولى ، من السّنة ، ولم يتعرّض لنجدة حلب ، وحمص ، بسوء. وخرجوا من دمشق إلى مستقرّهم.
ووصل «النّاصح» ، وعسكر حلب ، إلى حلب ، واستدعى «الملك المعظّم» ، وأقارب السلطان والأمراء ، وحلفوا للسّلطان «الملك الناصر» و «للخاتون الملكة» ، على طبقاتهم. ثمّ حلف بعد ذلك أكابر البلد ، ورؤساؤها. ثم حلف الأجناد والعامة ، واستعدّ الناس للحصار بالذّخائر ، والأقوات ، والحطب ، وما يجري مجراه ، ونقلت أحجار المناجيق إلى أبواب البلد ، واستخدم جماعة من الخوارزميّة ، وغيرهم.
ووصل «قنغر التركماني» فاستخدم بحلب ، وقدّم على التركمان. وقفز جماعة من العسكر الكاملي إلى حلب ، فاستخدموا ، وتتابعت الرسل إلى «ملك الرّوم» ، لطلب نجدة ، تصل إلى حلب ، من جهته ، فسيّر نجدة من أجود عساكره ، وعرض عليهم أن يسيّر غيرها ، فاكتفوا بمن سيّره.
وسيّر ملك الروم رسولا إلى «الملك الكامل» ، يخاطبه في الامتناع عن قصد حلب ، فأمر بالتبريز من دمشق ، لقصد حلب ، وأخرج الخيم والأعلام ، فمرض ، ومات بدمشق ، في قلعتها ، في حادي وعشرين ، شهر رجب ، من سنة خمس وثلاثين وستمائة ، ووصل خبر موته ، فعمل له العزاء بحلب ، وحضره السّلطان «الملك النّاصر» ، يومين ، وأمر العسكر ، في الحال ، بالخروج إلى معرّة النعمان ، فخرج ، ونازل معرّة النّعمان ، مع «الملك المعظّم» ، ووصل رسول «الملك المظفّر» ـ صاحب حماة ـ يتلطّف الحال ، فلم