عدّة من القلاع ، فاستشعرا من الملك الأفضل أن يقبضهما ، فسارا إلى مصر ، وكاشفا «الأفضل» بالعصيان.
وطلبا من العزيز الكون في خدمته على أن يذّب عما في أيديهما ، فأقطع الملك الأفضل بلادهما ، وأقطعهما الملك العزيز نابلس ـ وكانت مقطعة مع ابن المشطوب ـ فامتنع من تسليمها إليهما ، وسار إلى الملك الأفضل فوقع الشرّ بينهما بسبب ذلك.
ونزل الملك العزيز إلى دمشق ، في جمادى الآخرة ، وأقطع بلدها ، وقاتلها ، فسيّر الملك الأفضل إلى عمّه ، وأعلمه بذلك ، فسار «الملك العادل» من بلاده شرقي الفرات جريدة ، واجتمع بالملك الظاهر غازي بحلب ، وأصعده إلى قلعة حلب ، وأنزله في الدار ، التي فيها ابنة الملك العادل «غازية خاتون» ، زوجة السلطان الملك الظّاهر. وطلب من الملك الظّاهر موافقته على المسير إلى نصره الملك الأفضل ، واصلاح ما في قلوب الملكين من المضاغنة ، فوافقه على ذلك. ثم قال له الملك العادل : «انا ضيفك ، ولا بدّ للضّيف من قرى ، وأطلب أن تكون ضيافتي منك دلدرم». فأجابه إلى ذلك وأطلقه.
وكان «العلم بن ماهان» في خدمة السّلطان «الملك الظاهر» ، في محلّ الوزارة ، فأشار عليه بقبض عمّه الملك العادل ، فامتنع ، وقال : «هذا عمّي ، ومحلّه محلّ الوالد». ونزل الملك «بدلدرم» من القلعة ، فمضى في يومه إلى «تلّ باشر».