وصعد الملك العادل والملك الظّاهر ، إلى نصرة الملك الأفضل ، بعد أن سلّم الملك الأفضل إلى الملك الظّاهر جبلة ، واللاذقية ، وبلاطنس وأعمال ذلك كلّه ، لينصره على أخيه. واجتمع الملك العادل ، والملك الظّاهر بالملك الأفضل ، وتأخّر الملك العزيز عن دمشق.
وجرت بين الملوك الثلاثة مراسلات أفضت إلى الاتّفاق والصّلح ، على أن تكون بلاد الملك الأفضل بحالها ، وما كان بيد «ميمون» و «سنقر» ، على حاله ، ويكونان في خدمة «الملك العزيز». ووقعت الأيمان والعهود على ذلك ، في شعبان من سنة تسعين وخمسمائة.
وعاد «الملك العزيز» إلى مصر ، و «الملك الظّاهر» إلى حلب ، والملك العادل إلى الشرق.
وفي سنة إحدى وتسعين اتّصل القاضي «بهاء الدّين أبو المحاسن ، يوسف بن رافع بن تميم» بخدمة «الملك الظاهر» ، وقدم إليه إلى حلب ، وولّاه قضاء حلب ووقوفها ، وعزل عن قضائها «زين الدين أبا البيان نبأ» نائب «محيي الدّين بن الزكي» ، وحلّ عنده بهاء الدّين في رتبة الوزارة والمشورة.
ثم إنّ «الملك الأفضل» استشعر من أخيه «الملك العزيز» أن ينزل إلى دمشق ، ويحاصرها ، في سنة إحدى وتسعين ، كما فعل في السّنة الخالية ، فسار إلى «قلعة جعبر» ، واجتمع بعمّه «الملك العادل. بها ، وفاوضه في