الوصول إليه إلى دمشق ، لينصره على الملك العزيز إن وصل إلى دمشق ، إمّا بصلح أو بغيره ، فوافقه على ذلك.
وتوجّه الملك العادل إلى دمشق ، ثم عدل الملك الأفضل إلى حلب ، إلى أخيه الملك الظاهر ، ووصل إليه حلب ، وفاوضه في انجاده على الملك العزيز ، فلم يجد عنده نيّة صادقة في الحركة معه إلى دمشق ، واشترط عليه شرائط من جملتها أن صاحب «حماة» الملك المنصور محمّد بن تقي الدّين ، وعزّ الدّين بن المقدّم صاحب «بارين» ، و «بدر الدّين دلدرم بن ياروق» ، صاحب «تل باشر» ، كانوا كلّهم في طاعته ، ومضافين إليه ، وبلادهم من جملة بلاد الملك الظّاهر ، وأنهم كانوا من جملة أصحابه ، فانحرفوا عنه ، وانضافوا إلى عمه الملك العادل.
وكان الملك العادل قد شفع إليه في دلدرم ، وأطلقه لأجله ، وضمن له عنه الطاعة والقيام بما يجب ، فانضاف إلى عمّه.
وطلب «الملك الظّاهر» أنّ الملك العادل يقوم له ، بما جرى بينه وبينه من الشرط ، وأن لا يعرض لأتباعه المذكورين.
وسار الملك الأفضل إلى دمشق ، على أن يقرّر مع عمّه ما التمسه الملك الظّاهر. فلم يتّفق للملك الظّاهر شيء مما التمسه. فعاد بالكليّة عنهما ، وأرسل إلى الملك العزيز ، يحضّه ، ويحرضه على قصدهما لأن الملك الأفضل مال إلى الملك العادل ، وألقى أموره كلّها إليه.